طبيعي أن يستأثر الوضع المتغير باستمرار، و الذي تعرفه مصر باهتمام شعوب المنطقة وحكامها وباهتمام لموقف الدول الكبرى في هذا العالم، وللأسف هو اهتمام يكاد يختزل الآن في سؤال : أهو انقلاب عسكري أم لا؟ الجواب هو الآخر يكاد يختزل انطلاقا من الصراع السياسي في منطقتنا بين الحداثى والإسلامي، ومن جولات الصراع السياسي الدولي أيضا ، مثلا موقف فرنسا التي ترى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية خسرت في مصر بعد استبدال حليفها (الجيش المصري) بتحالفها مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان. في خضم كل هذا الجدل المبدئي والصراع السياسي، غُيب موقف أغلب شعب مصر ، وغُيب دور أغلب شباب مصر، صانع التغيير في كل البلدان على مر العصور والأزمنة. ففي ظرف سنتين ونصف مصريا، أصبحت السياسة في متناول الجميع. وأصبحت معها كل أدوار مؤسسات الدولة وكيفية بنائها موضوع حديث الجميع ...تغيير ملموس في العقلية المصرية التي اعتقد البعض أنه نجح في تحنيطها، .. إنها وباختصار، الطريق الصحيح للثورة والطريق الصحيح للديمقراطية. سنتان ونصف مصريا ، أفرزت خلالها لمصر ولشعب مصر نخبة من الشباب الأبطال، ستكون بلا شك معينا لا ينضب لرجال سياسة وحكم وعلى مدى نصف قرن من الزمن القادم، وأفرزت كذلك مفكرين وإعلاميين وفنانين ، تحدوا القمع والإرهاب بشجاعة نادرة في منطقتنا، ساهموا في تنوير الرأي العام ووحدته وحمايته من الدجل والكذب. وأفرزت وعيا لدى الطبقة السياسية الحالية بأن الاعتماد على الشعب وحده هو الذي يحقق التغيير و الاستقرار، وحده يحقق الازدهار الاقتصادي ووحده القادر على بناء الديمقراطية الحق. ولأن طريق الديمقراطية الحق طويل وشاق لا مناص من الاعتماد على الشباب الواعي والشجاع من هذا الشعب. الشعب المصري قال كلمته في 25 يناير2011 عندما أطاح بحكم الجيش عندما انتفض في وجه محمد حسني مبارك. والشعب المصري جدد كلامه وموقفه يوم 30 يونيو عندما أطاح بحكم تحالف الجيش مع جماعة الإخوان عندما انتفض مناديا ومنددا بحكم مرشد الإخوان، وبضعف أدائهم الحكومي، ومحاولاتهم الدائمة لتعطيل انتخاب مجلس الشعب بقوانين غامضة ليستبدوا في الحكم بمجلس شورى ورئيس.... والأهم من هذا وذاك ، فضح تحرك الشعب وتحرك الشباب المصري ذلك الصراع الصامت على السلطة بين الجيش والجماعة، صراع كاد أن يؤدي بالبلد إلى حافة الانهيار التام. بذلك رفض و يرفض الشعب المصري في نفس الآن إقحام الدين في السياسية ، و بالقدر نفسه يرفض استمرار حكم الجيش . أقول لكم مرة أخرى ،الشعب المصري في الطريق الصحيح، طريق الثورة ، طريق الديمقراطية. رمضان مبارك.