تناسى الفلسطينيون هذا الاسبوع ازمتهم السياسية ومحاولات احياء مفاوضات السلام مع اسرائيل ليصبوا كل اهتمامهم على المغني محمد عساف الذي فاز بلقب «أراب ايدول» ووجدوا فيه رمزا للوحدة في ظل الانقسام القائم. وتجمع عشرات الالاف من الفلسطينيين في مدن رام الله وبيت لحم واريحا لمشاهدة مغني الاعراس القادم من خان يونس والذي حقق شعبية كبيرة. ويحظة عساف (23 عاما) بمرافقة امنية مشددة منذ وصوله الى الضفة الغربية بينما تجمع الاف المعجبين لايام امام فندقه في مدينة رام الله لالتقاط صور معه. واضطر الامن الفلسطيني لانهاء حفلة عساف المجانية التي احياها في رام الله بالقرب من مقر الرئيس الفلسطيني الاسبوع الماضي بسبب تدافع الجماهير الهائل حوله خوفا على سلامته. وقال عساف ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عن رايه في الحجم الهائل للجماهير التي استقبلته سلم اصدق هذا الحجم الكبير (من الناس) وفرحت كثيرا بما شاهدت». اما وزير الثقافة انور ابو عيشة فاكد في المؤتمر الصحافي ان «الحجم الكبير من المستقبلين هو تأكيد على ان الشعب الفلسطيني ينتصر للفرح». وأحيا عساف سلسلة من الحفلات في مدن الضفة الغربية منها مجانية واخرى غير مجانية وصلت فيها اسعار التذاكر في الحفلات الخاصة الى 450 شيكل (123 دولار) للواحدة في الضفة الغربية التي يبلغ فيها متوسط الدخل للفرد نحو 1500 شيكل. وبحسب منير الطريفي مدير شركة ديزاين سولوشينز المسؤولة عن تنظيم الحفلات «نفدت تذاكر الحفلات في اقل من 48 ساعة على طرحها ونحن مصدومون» موضحا «توقعنا ان يكون هنالك نوع من الاقبال على حفلات عساف ولكن ليس لهذه الدرجة». وولد عساف (23 عاما) في مصراتة في ليبيا ثم عاد مع عائلته الى قطاع غزةللعيش في مخيم خانيونس للاجئين جنوبقطاع غزة. واسرت قصة الشاب القادم من غزة الجماهير الفلسطينية بعد ان خرج من غزة عبر معبر رفح ولم يسعفه الحظ بالوصول الى موعد تجربة الاداء في الموعد المحدد لولا انسحاب مشترك اخر ليتيح له فرصة المشاركة في البرنامج. وحقق عساف نوعا من الشهرة العالمية حيث اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع الماضي في زيارته السادسة منذ توليه منصبه في فبراير الماضي ضمن جهوده لاعادة اطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين عن سعادته بفوز عساف في المسابقة. من جهته، دعا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر الذي يقوم بزيارة الى الاراضي الفلسطينية حاليا عساف الذي رافقه في افتتاح ملعب في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، الى المشاركة في الغناء في افتتاح بطولة كاس العالم في البرازيل العام المقبل. وقال بلاتر «كان واضحا ان اهتمام الناس في طولكرم خاصة الشباب تركز على عساف اكثر من اهتمامهم بنا لذلك اعتقد انه يجب ان يشارك عساف في الغناء في افتتاح بطولة كاس العالم المقبل في البرازيل الى جانب مغنيين عالميين اخرين». وبالنسبة للمحلل السياسي عبد المجيد سويلم فانه «من الطبيعي ان يتمسك الشعب الفلسطيني بعساف. فالناس تشعر باسى شديد واحباط بسبب حالة الانقسام (بين الضفة الغربية وقطاع غزة) وعندما يجد الشعب رمزا يوحده او يرمز الى وحدته فانه يتمسك به». واشار سويلم الى ان «رمزية محمد عساف الوطنية هي اهم من غنائه فهو لاجىء ومن مخيم وفقير ايضا وقادم من غزة وهو امر متعلق بالسياسة فعساف يمثل كل فلسطيني». وخرج الاف الفلسطينيين في 22 من يونيو الماضي للاحتفال في شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى في القدس الشرقية بفوز المتسابق الفلسطيني في البرنامج الغنائي الذائع الصيت. وتزامن فوز عساف مع اعلان رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد رامي الحمد الله استقالته التي لم يهتم لها الفلسطينيون كثيرا. وبحسب وكيل وزارة الاعلام محمود خليفة فان «الناس تركوا السياسة للسياسيين القائمين عليها،بينما احتلت حالة محمد عساف العناوين الرئيسية لتمثل حالة الشعب الفلسطيني الذي يتوق للفرح».