اختتمت بأكادير يوم السبت الماضي فعاليات الأيام الثالثة لسوس للطب الرياضي، والتي نظمتها الجمعية الجهوية لأطباء الرياضة بسوس ماسة درعة، بشراكة وتعاون مع عصبة سوس لكرة القدم، والجماعة الحضرية لأكادير. وقد تميزت فعاليات هذه الأيام بمناقشتها لموضوعات وقضايا ذات طابع رياضي عام، وقضايا أخرى ذات طابع علمي تخصصي موجهة بالأساس إلى الأطباء والمعالجين الذين يشتغلون داخل الفرق والأندية. وهكذا، تم التطرق خلال اليوم الأول لموضوع عام ومركزي يتناول واقع وآفاق مراكز التكوين. وقد ألقى خلاله رئيس مجلس الجهة السيد إبراهيم حافيدي عرضا هاما تناول فيه استراتيجية جهة سوس ماسة درعة في تنمية الرياضة بتعميمها والإرتقاء بها احترافيا. كما تطرق إلى مشروع أكاديمية الرياضة التي ينوي مجلس الجهة إنشائها بشراكة مع وزارة الرياضة التي ستساهم بنسبة 50 في المئة من تكلفة إنجاز المشروع، فيما يساهم مجلس الجهة بنسبة 25 في المئة، وبلدية أكادير بالربع الباقي. وأكد حافيدي على أن الأكاديمية سيتم الإحتذاء في إنجازها بنموذج أكاديمية محمد السادس بسلا، وأن نشاطها سيقتصر على نوعين رياضيين هما كرة القدم وألعاب القوى. وقد تلا عرض رئيس مجلس الجهة عرض لمدير أكاديمية سلا الإطار التقني ناصر لاركيط الذي تحدث عن تجربة الأكاديمية التي يسيرها، والتي مر على بداية نشاطها أربع سنوات استطاعت خلالها أن تكون عددا من اللاعبين ينتمون إلى عدة مدن ومناطق بالمغرب. ويبدو أن عملها بدأ يعطي بعض الثمار، على اعتبار أن بعض لاعبي المنتخب الوطني للشبان، الذي فاز مؤخرا بالميدالية الذهبية خلال الألعاب المتوسطية الأخيرة التي جرت بتركيا، ينتمون إلى هذه الأكاديمية أو مروا منها. واختتمت عروض هذا اليوم الأول بمداخلة للسيد البكاوي تناول فيها موضوع دفتر التحملات والتأهيل الإحترافي لأندية النخبة. وخلال اليوم الثاني والأخير تم تخصيص الفترة الصباحية لأشغال الورشات، والتي توزعت على ثلاث ورشات تناولت إحداها موضوع التغذية، وهي ورشة أطرها الخبير الفرنسي كزافيي بيكار، وورشة ثانية حول ضمد ومعالجة أعطاب الكعب والركبة، وأشرف عليها كل من البروفيسور السعيدي والدكتور هيفتي، ثم ورشة ثالثة خصصت لآلة الكشف الوظيفي (فيدو ماكس)، والتي أشرف عليها البروفيسور الخاتوري. مع الإشارة الى أن أشغال هذه الورشات كانت موجهة بالأساس إلى الأطباء والمعالجين الذين يشتغلون داخل الأندية. الفترة المسائية من هذا اليوم الأخير عرفت إلقاء عروض علمية، بالغة الأهمية، تناول الأول منها موضوع التمزق العضلي، والأعطاب التي تتعرض لها العضلات، والتي تشكل نسبة 55 في المئة من الأعطاب التي يتعرض لها الممارسون. وقد تلاه عرض للخبير الفرنسي «بيكار» المختص في التغذية، وهو جنرال سابق في الجيش الفرنسي. وقد حدد في عرضه المبادئ والقواعد الأساسية لتغذية سليمة ومتوازنة خاصة بالممارس الرياضي. وقد اختتمت هذه الفترة بعرض حول الموت المفاجئ، ألقاه البروفيسور الخاتوري، والذي ذكر بالعديد من الاحتياطات والمقتضيات التي ينبغي احترامها والعمل بها للوقاية من حالات الموت المفاجئ، والتي ترتبط الغالبية العظمى منها بالأزمات القلبية. ويبقى أن نشير إلى أنه على هامش هذه الأيام، التي تشرف منظميها، بالأخص منهم الجمعية الجهوية للطب الرياضي لسوس ماسة درعة، تم تكريم عدد من الفعاليات في شخص رئيس مجلس الجهة الدكتور إبراهيم حافيدي، ومبارك لعنايت أحد مؤسسي حسنية أكادير، وأحد لاعبيها الكبار منذ الموسم 1946 - 1947 . كما تم تكريم زميلنا قيدوم الصحافة الرياضية بأكادير وسوس السيد الحسين أومشيش، والذي نهنئه بالمناسبة.