تم هذا اللقاء مع الممثل الخاص للاتحاد الأوربي لجنوب البحر المتوسط بالبرلمان الأوربي على هامش ندوة في بداية شهر يونيو ببروكسيل حول الربيع العربي وتمت بحضور 140 صحفيا في أغلبهم من الشباب والمدونين على الخصوص من مختلف البلدان العربية الأوربية .وخص بيرناردينو ليو جريدة الاتحاد الاشتراكي بهذا الحوار. بيرناردينو ليو بصفتك الممثل الخاص لبلدان الاتحاد تجاه جنوب البحر المتوسط هل تحولت السياسة الأوربية تجاه بلدان جنوب المتوسط ام انها مازالت تنظر إلى هذه البلدان من الزاوية الأمنية كدركي لحراسة الحدود من الإرهاب والهجرة السرية؟ لم تكن علاقة أوربا - دائما- مع بلدان جنوب المتوسط مبنية على هذه الزاوية الأمنية فقط ،خصوصا إذا نظرنا إلى مسار تأسيس اتفاقية برشلونة سنة 1994،لم نكن نبحث عن دركي بل عن مجتمعات عصرية متفتحة وغنية،وديموقراطية ،رغم أن الجانب الأمني لعب دورا مهما في هذه العلاقات ، رغم أننا نعترف باعطائنا أهمية لهذا الجانب وربطنا علاقات مع أنظمة ديكتاتورية بالمنطقة ،أن علاقتنا بهذه الأنظمة زادت من قوتها.ومن حسن حظنا اليوم ،أننا لم نعد في هذه الوضعية السابقة.وإن المنطقة في وضعية انتقال ديموقراطي وهي وضعية جد معقدة كما هو الحال في العديد من مناطق العالم ، وأنا أعتقد أنه إذا ركزنا على الحوار في علاقتنا بهذه البلدان سوف يكون النجاح حليفنا. مسلسل العلاقة بين جنوب وشمال المتوسط معقد وطويل وكان دائما محفوفا بالفشل ،من مسلسل برشلونة، إلى سياسة الجوار والاتحاد من أجل المتوسط، ألا تعتقدون أن هذا الفشل مرتبط بعدم قدرة بلدان أوربا فرض رؤيتها للمتوسط بالمنطقة؟ عندما نكون في علاقات مبنية على ما هو ديموقراطي لا يمكننا الحديث عن استعمال فعل فرض كما ذكرت ،وعملية ديموقراطية وفرض، هما مصطلحان لا يمكن الجمع بينهما.ولا يمكننا أن نفرض الديموقراطية كما أنه لا يمكننا تصديرها. وما هو مهم اليوم أن الطلب يأتي من مجتمعات هذه البلدان،وتحرك مجتمعات هذه البلدان هو ما يمكن للاتحاد الأوربي مواكبته ودعمه.والمفهوم الأساسي في هذه العلاقة هو مواكبة أوربا لتحولات التي تقع بالمنطقة, كيف يمكن أيضا التعامل مع الصراع داخل أوربا نفسها بين ألمانيا التي تهتم بشرق أوربا وبين بلدان جنوب أوربا كاسبانيا وفرنسا التي تهتم بالجنوب منذ مسلسل برشلونة، سياسة الجوار والاتحاد من أجل المتوسط كلها سياسات تجاه المنطقة تتعرض لصعوبات كبيرة داخل الاتحاد الأوربي؟ هذا أمر طبيعي. كل بلد يهتم بجواره وبعلاقاته التاريخية ،وبعلاقاته التقليدية بالمنطقة، لكن في نفس الوقت لا يمكننا القول إن أوربا لا تهتم بالجنوب.فثلثا ميزانية الجوار تذهب نحو الجنوب وليس في اتجاه الشرق أي إن المتوسط منطقة مهمة بالنسبة لأوربا. كيف ترى الإصلاحات التي تمت بالمغرب؟ المغرب مثل الأردن بالنسبة للاتحاد الأوربي لا يمكن أن نعتبرهما في مرحلة انتقالية،ولا يمكن مقارنتها لما يقع في تونس ليبيا ومصر. ولا بد من تقوية الموجة الأولى من الإصلاحات التي عرفها المغرب.فمسار الإصلاح طويل لكنه مستقر.