لا حديث في الشارع الرياضي بآسفي خلال الأسابيع القليلة الماضية إلا عن محاولة التأكد من الأخبار الواردة من دهاليز المطبخ الآسفي الخاص بأولمبيك كرة القدم. فبين مصدق ومتعجب وحالم وحائر من مشجعي ومنخرطي ومحبي هذا الفريق، ضاعت الحقيقة كاملة حتى جاء الاعلان الرسمي عن فسخ العقد مع المدرب السابق يوسف المريني والتعاقد مع بادو الزاكي. وبالفعل لم ينتظر أصحاب العقد والحل بالأولمبيك كثيرا حتى قرروا تنظيم ندوة صحفية لتقديم المدرب الوطني الجديد إلى مختلف وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية، وذلك يوم الثلاثاء الأخير بالقاعة المغطاة بالكارتينغ في الساعة 8 مساء. وتميزت هذه الندوة بالحضور المكثف لأصحاب مهنة المتاعب، وعدد كبير من منخرطي الفريق الذي لم تتعوده مختلف اجتماعاتهم التنظيمية والتسييرية، كما حج إلى فضاءات الكارتينغ حشد كبير من المشجعين والمهتمين تحت مراقبة صارمة من رجال الأمن، الذين شكلوا حزامات متنوعة وأحاطوا بكل المسالك والممرات والقاعات الموجودة بهذا الفضاء. وبعد تقديم الطاقم التقني المساعد للمدرب الزاكي، المتمثل في الاسمين الذين يرتبط بهما دائما، حميد الصبار (مدرب الحراس) وعبد الرزاق العمراني (المعد البدني)، إلى جانب المفاجأة الكبيرة أمين الكرمة (لاعب أولمبيك آسفي حاليا كمساعد المدرب)، حيث أكد الزاكي على أنه يتحمل مسؤولية اختياره لمجموعة من الاعتبارات، وقارنه بعلاقته بهشام الدميعي (المدرب الحالي للكوكب المراكشي). وأشاد الزاكي بمستوى الترحيب، الذي فوجئ به، والاستقبال الحار الذي قوبل به من طرف المكتب المسير أو من ساكنة آسفي، والذي شكل له سابقة في مساره التدريبي لمختلف الفرق الوطنية التي أشرف عليها، مضيفا أنه كاد يلتحق بالأولمبيك موسم 2006، بعد انفصاله عن الكوكب المراكشي لولا بعض الظروف الشخصية. واستطرد قائلا بأنه يعرف آسفي جيدا، لهذا فقدومه ليس مغامرة بقدر ما هو تحدي جديد يرفعه خصوصا وأن الأولمبيك من الفرق القليلة التي تملك قاعدة جماهيرية مهمة وبنيات تحتية في المستوى وموارد مالية لا بأس بها، وكل هذا يساعد على إمكانية الاشتغال في ظروف جيدة. وحول الأهداف المسطرة، أشار الزاكي إلى أنه سيعمل رفقة كل مكونات الفريق بموجب عقد مدته سنتان من أجل خلق فريق تنافسي لإرجاع جماهيره الكبيرة إلى مدرجات الملعب، مؤكدا على قدرة الفريق على القطع مع الخوف من هاجس النزول إلى القسم الثاني، وذلك بمحاولة التمركز بين الصفوف الأمامية خلال الموسم الكروي الأول، على أن تتم مضاعفة المجهودات في السنة الثانية بغية احتلال المراكز الأمامية في سبورة الترتيب، التي تخول المشاركة في إحدى البطولات العربية أو الافريقية، لهذا سيتم انتداب 4 أو 5 عناصر حسب المراكز التي تعرف بعض الضعف والخصاص، مؤكدا بأنه سيتجاوز المشاكل التي عانى منها الفريق طيلة السنوات الأخيرة (من أضعف خطوط الدفاع في البطولة)، مستشهدا بالعمل الدفاعي الكبير الذي أنجزه رفقة المنتخب الوطني، وكذلك فريق الوداد البيضاوي. وحول خارطة الطريق التي يؤمن بها الزاكي، أوضح أنه يتحمل مسؤولية الفريق الأول ولا علاقة له بالإدارة التقنية، باعتبار أنه القاطرة التي تضيئ صورة الفريق وتحسن مكانته مؤكدا على أنه سيباشر مهمته بمعدل حصتين تدريبيتين يوميا طيلة أسبوعين، على أن يتم تخصيص شهر رمضان لإجراء عدد من المباريات الحبية (بين 8 و 10)، قبل دخول غمار المباريات الرسمية سواء البطولة الوطنية أو كأس العرش. وبعيدا عن الشأن الداخلي لأولمبيك أسفي، حاول المدرب بادو الزاكي التهرب من الخوض في مجموعة من المواضيع، لكنه سرعان ما انصاع لرغبة محاوريه الملحة حينما أجاب مازحا بأن القيمة المالية لارتباطه بأسفي لا توازي إطلاقا ما كان يتقاضاه المدرب البلجيكي إيريك غيريتس (آسفي ليس المنتخب الوطني). وحول الكوارث الكروية التي تعاقبت على المنتخب الوطني في السنين الأخيرة، قال الزاكي بأنهم لم يصلوا إلى انجازاته السابقة، بالرغم من كل الأموال الطائلة التي تم صرفها. وأضاف بأن الحل هو تسمية الأشياء بمسمياتها وقول الحقيقة كاملة، مضيفا بأن كل مدرب وطني يتحمل مسؤولياته فقط رفقة الأندية التي يشتغل معها، مختتما قوله بضرورة أن تقوم القوة الرابعة (الإعلام) بدورها كاملا في تعرية الواقع والحديث عن مختلف الأسباب والظروف والمسؤوليات. وفي حديث عن قدرة أولمبيك آسفي عن اللعب من أجل البطولات والألقاب، أجاب بادو الزاكي بأنه في الوقت الحالي بالمغرب لم تعد هناك قيمة للظفر بهذه الألقاب، معللا ذلك بكون أي لقب فهو يساوي عدد من الأخطاء المرتبطة بالتحكيم وظروف وحيثيات الممارسة الكروية.