أمع كافة المتتبعين للسهرة الرائعة التي نظمها نادي خميس التراث في دورته 60 بشراكة مع جمعية فاس سايس والتي نظمت يوم 21 يونيه احتفاء باليوم العالمي للموسيقى بباب المكينة ،تحت شعار ملحمة الأنغام التراثية أن الفنان المبدع الشاعر الرقيق عزيز الحاكم استطاع أن يوفق في إخراجها ، وان يجعل منها لوحة صوفية متناسقة الأنغام والأصوات ،حيث امتزجت الأشكال الفنية الصوفية واتسع مجالها مما جعلها منبعا تنبجس منه مختلف الفنون الموسيقية المغربية . لقد استطاعت اللوحات الاستعراضية والغناء الجماعي والعزف الآلي وكذا الحضرة التي تبرز أشكال الذكر والمديح لله أن تحلق بالحاضرين إلى عالم جميل خال من الحروب والكراهية ، عالم رباني روحاني أنسى المتتبعين للسهرة مشاكل الحياة وما يعرفه العالم من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية ، إذ أصبح الحاضرون في السهرة ذات العمق الصوفي قريبين بأرواحهم من الله وخاشعين بأذكاره التي تميز تراثنا الشعبي. وانطلقت الملحمة التراثية على أنغام نفارة فاس الذين اتثوا أقواس سطح باب المكينة بوصلاتهم الموسيقية ، مذكرين الجماهير الغفيرة التي غصت بها الساحة بعبقرية وأمجاد أجدادنا الذين تألقوا في الصناعات الحربية، ليخترق سكون الليل صوت شجي يميز الشاب عبد الله المخطوبي في تعبير صوتي منفرد. وبعد هذا الإنشاد تم تقديم لوحة من حصة المديح والسماع لمجموعة كبرى من المنشدين في مقدمة كوريالية عبارة عن أهات.. ودون أن يشعر الجمهور بتغيير الإيقاعات قدم المخرج الفنان الكاتب عزيز الحاكم باقة من الأغاني الشعبية الدينية المغربية أدتهما الفنانة فاطمة الزهراء شرف، لينتقل الجمهور الذي ظل يعيش هذه السوريالية بعد ذلك إلى الاستمتاع بلوحة تعد من أجمل اللوحات المقدمة ويتعلق الأمر بوصلة كوريالية آلية ..لجيلالة ،ثم انصهار في لون جيلالي.. وأمام انبهار الجميع صعد المنصة شيخ المنشدين الملحونيين بفاس محمد السوسي ليمتع الساهرين بقصيدة التوسل. واشتمل الجزء الثاني من الملحمة التراثية بتقديم لون صوفي آخر كاد أن يندثر والمعروف بالعروبي ثم تقديم مقتطف من الدعاء الناصري تلاه مقطوعات أندلسية دينية تخللتها مواويل صوفية للفنان الخالد ابا جدوب ، لينتقل عزيز الحاكم بعد ذلك بالجمهور إلى انصهار في الأغنية العصرية المغربية ثم انصهار في لون أهل توات واحمادشة وكناوة لتختم السهرة بالأنشودة الوطنية الكلاسيكية صوت الحسن ينادي التي أداها أكثر من 100منشد ومطرب . الجدير بالذكر أن ذ عز العرب العمراني رئيس نادي خميس التراث ألقى كلمة افتتاحية أشار فيها أن العالم يحتفل يوم 21 يونيه بالموسيقى العالمية وهي فكرة فرنسية انتشرت عالميا ابتداء من سنة 1985 لتقريب الشعوب من خلال الموسيقى والعمل على تقوية التعارف والتعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية ،وتخليدا لهذه المناسبة يقول ذ العمراني والى ماتجسده من رمزية ينظم نادي التراث بشراكة مع جمعية فاس سايس ملحمة تراثية على النمط الاوبرالي ذلك ان الموسيقى تعبير إنساني راقي وقيمة جمالية أصيلة وهي فرصة لجمهور فاس ليعيش في عوالم موسيقانا الأصيلة وتنوعها ودورها في تقوية عرى المحبة والمودة بين أفراد المجتمع .