في إطار سؤال آني بمجلس النواب أول أمس الاثنين، دعا محمد اجدية عضو الفريق الاشتراكي، وزير الصحة إلى الانكباب على إجراء تحقيقات بشأن الوفيات المتكررة التي شهدها قسم الولادة بآسفي، والتي تجاوزت حسب معطيات رسمية 28 وفاة في صفوف النساء الحوامل آخرها حالة الفقيدة عزيزة سعد من جمعة سحيم التي توفيت بقسم الولادة بآسفي رفقة جنينها خلال الشهر الجاري.. كما استعرض النائب الاتحادي الخصاص الكبير الذي يعرفه الإقليم على مستوى دور الولادة وخاصة بمنطقة عبدة والتي لا تتوفر إلا على مركز صحي وحيد، به دار للولادة تغطي حاجيات تسع جماعات قروية التي يبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة.. كما نبه النائب الاتحادي إلى الأوضاع المزرية التي يشهدها المركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس بآسفي من حيث ضعف التجهيزات والمعدات الطبية وقلة الموارد البشرية أمام الضغط المتنامي للمرضى الوافدين على المركز من أقاليم آسفي واليوسفي وسيدي بنور والصويرة .. الاطلاع على الخصاص الكبير على مستوى الخدمات الصحية بإقليم آسفي، اعترف به وزير الصحة والذي وسم الوضع بالخطير، مؤكدا أن زيارته لمدينة آسفي يوم السبت الماضي رفقة النائب الاتحادي امحمد اجدية سمحت له بالاطلاع عن قرب على المشاكل القائمة وغير القابلة للتأجيل ، مؤكدا استعداده لبناء قطب جديد للأم والطفل يمكن من تحسين مرفق الولادة بالنسبة للنساء الحوامل . لقاء الوزير السبت الماضي بآسفي كان مناسبة كذلك للنائبة الاتحادية لطيفة الزيواني، عضو الفريق الاشتراكي بغرفة المستشارين، للتذكير بالوضع الكارثي للخدمات الصحية بالإقليم . واستعرضت في هذا الصدد عددا من المشاريع التي كانت مبرمجة ولم تخرج لحيز الوجود رغم رصد الاعتمادات الضرورية لذلك ، ومنها مصحة جديدة للأمراض النفسية والعقلية بمعايير حديثة تحترم حقوق وكرامة المرضى ، إلى جانب مركز الأنكولوجيا الذي من شأن إحداثه تخفيف أعباء كثيرة عن مرضى السرطان بآسفي ، بالإضافة إلى مشروع مستشفى الأم والطفل وهو من الجيل الجديد للمستشفيات التي توظف أساسا لتحسين جودة الخدمات الطبية بأقسام الولادة . النائبة الاتحادية استعرضت في تدخلها أمام الوزير الاختلالات المالية بالمركز الاستشفائي محمد الخامس، والتي ترتب عنها إعفاء المسؤول عن التدبير المالي للمركز بعد الافتحاصات التي أجرتها المفتشيةالعامة بالقطاع . وطالبت في ختام تدخلها وزير الصحة باتخاذ مبادرات عاجلة من أجل سد الخصاص في الموارد البشرية وتحسين العرض الصحي بالإقليم .. من جانبه أكد عبد الرحيم حراف ، الذي تحدث باسم النقابات الثلاث بقطاع الصحة الفدرالية والكونفدرالية ونقابة الأطباء ، على غياب شروط العمل بالمركز الاستشفائي نتيجة لغياب التجهيزات والمعدات الطبية ، ومحدودية عدد العاملين من أطباء وممرضين ...كما نبه إلى استحالة العمل في الشروط الحالية بقسم المستعجلات.. ودعا حراف وزير الصحة إلى توفير الموارد والإمكانيات من أجل تأهيل المركز الاستشفائي استجابة للحاجيات المتزايدة للمرضى التي يتوافدون بكثافة من داخل ومن خارج الإقليم. النقابات على لسان ممثلها طالبت بتعيين مدير للمركز واعتماد التدبير التشاركي لحل القضايا العالقة .. وبعد الإنصات لمختلف المتدخلين الذين كان من بينهم أسر وعوائل ضحايا قسم الولادة، مسنودين بتنظيمات حقوقية ، اعترف وزير الصحة بالحالة المزرية للمركز الاستشفائي محمد الخامس ، معتبرا أن الأمر يحتاج وباستعجال إلى إعادة هيكلة وتأهيل شامل.. مصرحا أن قسم المستعجلات لا يشرف المركز كمرفق عمومي، كما شاطر الحاضرين قلقهم المشروع تجاه قسم الولادة، معترفا بأن الأخطاء الطبية والإهمال قد تكون أسبابا مباشرة للوفاة، مشددا على استعداد الوزارة للتحقيق والتحري في المآسي والوفيات التي شهدها هذا القسم من بينها الحالة الأخيرة للفقيدة عزيزة سعد.