مع انتهاء الدوري الاحترافي لكرة القدم، وتتويج الرجاء البيضاوي باللقب، توجهت سهام الاتهامات إلى التحكيم. وكانت ضربة الجزاء التي أعلنها الحكم العلام لفائدة الرجاء خلال الجولة التاسعة والعشرين أمام الدفاع الجديدي فتحت نقاشا كبيرا بين المحللين الرياضيين ورجال الإعلام وبعض الحكام القدامى. واعتبر الجميع قرار الحكم العلام مجانبا للصواب، بل ذهب البعض إلى اعتبار تتويج الرجاء هدية من التحكيم، سيما وأن الجولة الثامنة والعشرين، التي جمعت الرجاء البيضاوي والنهضة البركانية بالملعب الشرفي بوجدة عرفت احتجاجا من قبل البركانيين على ضربة جزاء مشروعة لفائدتهم، لم يعلن عنها الحكم لحلو. وهو قرار فتح نقاشا على صفحات الجرائد وتناولته الصحافة المرئية والمسموعة. وبما أن المستفيد من قرار الحكمين لحلو والعلام، والدوري الاحترافي على مشارف نهايته، هو الرجاء البيضاوي والمتوج بطلا للطبعة الثانية من البطولة الاحترافية، فإن العديد من المتتبعين شككوا في مصداقية هذا اللقب، لكن واقع الحال يؤكد أن الفريق الأخضر استأسد في مجموعة من المباريات، وحافظ على مركز الريادة من الجولة الأولى إلى الدورة الثلاثين، واستفاد من أربع ضربات جزاء ترجمت جميعها إلى أهداف. كما أعلن الحكام ثلاث ضربات جزاء ضد فريق الرجاء سجلت منها اثنتان وضاعت واحدة. ومادام التشكيك في لقب الدوري التصق بضربات الجزاء فلا بأس من استحضار الفريق الذي نافس الرجاء على ذرع البطولة إلى حدود الجولة ما قبل الأخيرة، والأمر يتعلق بالجيش الملكي الذي استفاد من خمس ضربات جزاء، سجل منها أربع وضيع واحدة، وأعلن عن ضربتي جزاء ضده سجلت منهما واحدة، وضاعت الأخرى. ويبقى أكبر مستفيد من قرارات الإعلان عن ضربات الجزاء هو المغرب التطواني، الذي استفاد من ثماني ركلات، سجل منها ست، وأعلنت ضده ثلاث ضربات، ضاعت منها واحدة وسجلت اثنتان. وكذلك الشأن بالنسبة لأولمبيك أسفي الذي استفاد بدوره من ثماني ضربات الجزاء، سجل منها سبع ركلات، وأعلن عن ست ركلات ضده، سجل نصفها وضاع النصف الآخر. فريق الوداد استفاد فقط من ضربتي جزاء طيلة الموسم الكروي الذي ودعناه، سجل واحدة، وأضاع الركلة الثانية. و بالمقابل تم إعلان أربع ركلات جزاء ضد الفريق الأحمر، آخرها أثارت احتجاجا قويا واستفاد منها المغرب التطواني خلال المباراة التي جمعت الطرفين لحساب الجولة ما قبل الأخيرة. وهذه الركلة، التي حققت للتطوانيين هدف التعادل فتحت نقاشا حادا، واعتبرها المتتبعون باطلا أريد به حق. الاسترسال في حكاية ضربات الجزاء، يجرنا إلى الحديث عن فريقي النادي المكناسي والرجاء الملالي، باعتبارهما غادرا حظيرة الدوري الإحترافي بعد احتلالهما للصفين الأخيرين فوق خريطة الترتيب. فالكوديم استفاد من خمس ركلات، سجل منها أربعا، وضيع واحدة، فيما أعلن عن تسع ضربات جزاء ضده. سجل منها سبع ركلات وهو رقم قياسي كان له تأثير على وضعية الفريق على سلم الترتيب النهائي. وبالنسبة للرجاء الملالي فقد استفاد من أربع ضربات، سجل منها واحدة فقط، وأعلن عن خمس ركلات جزاء ضده سجلت جميعها. ومن خلال هذا الجرد يتضح أن السلطة التقديرية للحكام عند إعلانهم عن ضربات الجزاء غالب ما تقلب الموازين، وكثيرا ما تكون مؤثرة كما هو الشأن بالنسبة لضربة الجزاء التي لم يعلن عنها الحكم لحلو لفائدة النهضة البركانية ضد الرجاء، وتلك التي منحها الحكم العلام لفائدة الفريق الأخضر أمام الدفاع الجديدي.