أمام استفحال ظاهرة الشغب والعنف داخل الملاعب نظمت المديرية العامة للأمن الوطني المناظرة الأولى في مكافحة العنف بالملاعب الرياضية التي ترأسها محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي اضريس، وبوشعيب ارميل، المديرالعام للأمن الوطني، والتي عرفت عرض سبعة عروض متفرقة ما بين يومي 11و12 يونيو الجاري بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة تحت شعار «الأمن الوطني في خدمة الأهداف النبيلة للرياضة»، وهو شعار له دلالات متعددة ورمزية كبيرة، كما أوضح بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، الذي سبق ورحب بكل الفعاليات الحاضرة في كلمة المديرية العامة، وقد استلهم المدير العام للأمن الوطني تدخله من الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للرياضة التي تجعل الرياضة أساسا للتنمية البشرية ووسيلة لمواجهة كل أشكال الإقصاء والتهميش، وأيضا لاستحضار مرتكزات المفهوم الجديد للسلطة، كما أرسى دعائمه جلالة الملك، الذي يجعل السلطة في خدمة التنمية والمواطن، لذا جاء التفكير في إعداد هذه المناظرة الأولى بشراكة بين مختلف المتدخلين في المجال الرياضي، خاصة وأن بلادنا مقبلة على احتضان عدة تظاهرات رياضية دولية خاصة كأس العالم للأندية سنتي 2013 و2014، وبطولة أفريقيا للأمم سنة 2015، وهي مناسبات ذكر المدير العام للأمن الوطني، رياضية ذات بعد عالمي وامتدادات قارية، يراهن عليها المغرب في الترويج لقيم التسامح والاعتدال، وفرصة إضافية لتعزيز إشعاع المغرب كبلد متفرد في محيطه الإقليمي والجهوي. وأضاف بوشعيب ارميل أن تنظيم هذه المناظرة بأبعادها الرياضية التربوية الجمعوية والأمنية يأتي في أعقاب اتفاقية شراكة بين الأمن الوطني ووزارة التربية الوطنية واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير وجمعيات المجتمع المدني ذات الاهتمام بالشأن التربوي، واستحضارا لأهمية وخطورة أعمال العنف الرياضي فقد أفردت اتفاقية الشراكة حيزا كبيرا منها لمعالجة ظاهرة العنف من مختلف زواياها النفسية والاجتماعية والقانونية وخصص لها برنامج تكوين مندمج ساهم فيه العديد من الأطر الأمنية والجمعيات الرياضية التي قامت بزيارة 3927 مؤسسة تربوية على الصعيد الوطني، والتقت خلالها بحوالي 524 ألف تلميذ وتلميذة من أجل شرح أبعاد الظاهرة، وإبراز تداعياتها السلبية. وعلى ضوء هذه العملية برزت فكرة تنظيم المناظرة الأولى لمواجهة العنف المرتكب بمناسبة إجراء التظاهرات الرياضية، كإطار للنقاش والتباحث بين مختلف المتدخلين في الحقل الرياضي وكفضاء للتشخيص الواقعي للظاهرة وكخارطة طريق تحدد آليات التعامل مع الأسباب المفرزة لها والحلول المقترحة لتجاوزها سواء من الناحية التربوية القانونية والأمنية. وبعد شكره ثانية لكافة الحضور خاصة الخبراء الأمنيين الفرنسيين، أضاف المدير العام للأمن الوطني أن الحضور اليوم لهذه المناظرة يعكس غيرة جميع المشاركين الصادقة على بلدهم المغرب وتفانيهم غير المشروط في خدمة مصالحه العليا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. وأوضح بوشعيب اربيل أن هؤلاء من قال فيهم الحق سبحانه «الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» صدق الله العظيم. وبعد كلمة المديرية العامة للأمن الوطني أخذ الكلمة وزيرالشباب والرياضة محمد أوزين، الذي أكد أن شغب الملاعب بات يشكل ظاهرة مقلقة تخدش صورة المملكة، ولا علاقة لها بثقافة الفرجة المغربية. وأضاف الوزير أن استفحال هذه الظاهرة التي باتت تطال حتى المدن الصغرى، يفرض التوفر على خارطة طريق واضحة للحد من أثرها السلبي على صورة المغرب وعلى المواطنين. وأبرز على أهمية اعتماد مقاربة شمولية لمعالجة هذه الظاهرة تجمع بين المقاربة الأمنية والمواكبة والتحسيس على مستوى الأسرة، المدرسة، والأندية بغرض خلق ثقافة جديدة تعزز دور المواطن في الحفاظ على الأمن. وفي هذا الإطار أشار الوزير إلى أن وزارته بصدد رعداد الانطلاقة لحملات على مستوى دور الشباب والمخيمات الصيفية للتحسيس بخطورة هذه الظاهرة، خاصة وأن العديد من الاستحقاقات الرياضية أصبحت تتخذ لدى البعض ذريعة للقيام بأعمال الشغب، مما يستوجب إخضاع هذه الظاهرة للدراسة السوسيولوجية. وفي آخر مداخلته نوه الوزير بتنظيم هذه المناظرة التي تشكل مبادرة متفردة ومتميزة، مبرزا أهمية التوصيات التي يمكن أن تخلص إليها في مواجهة ظاهرة العنف بالملاعب وضمان تنظيم محكم للتظاهرات الرياضية الدولية التي سيحتضنها المغرب ككأس العالم للأندية البطلة موسمي 2013 و2014 وكأس أفريقيا للأمم 2015 . بعد مداخلة وزير الشباب والرياضة، تم استدعاء كافة الحضور إلى حفلة شاي دامت زهاء النصف ساعة تبادل خلالها الحاضرون من أبطال سابقين ولاعبين دوليين سابقين وأطر رياضية الحديث قبل أن تستانف المناظرة بالعرض الأول عنوانه «أساليب التشجيع الجديدة والأدوار الامنية» ألقاه محمد بوزفور من مديرية الأمن العمومي، ثم العرض الثاني بعنوان «التجربة الفرنسية في مكافحة عنف الملاعب» ألقاه أوليفيي باكيت من الأمن العمومي لشرطة باريس، بعده العرض الثالث بعنوان «مكافحة العنف بالملاعب الرياضية، الجوانب القانونية والقضائية» ألقاه إطار من وزارة العدل والحريات، بعدها فتح باب المناقشة، وبعده مباشرة تناول كافة المدعوين وجبة غداء استؤنفت المناظرة بالعرض الرابع تحت عنوان «دور الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في محاربة ظاهرة العنف بمناسبة التباري الرياضي»ألقاه أحمد غايبي، عضو جامعي، فتم الإعلان عن نهاية اليوم الأول من المناظرة وضرب الكل موعدا في اليوم الموالي 12يونيو 2013 على الساعة التاسعة صباحا لاستئناف المناظرة بالعرض الخامس بعنوان «دور وزارة الشباب والرياضة في محاربة ظاهرة العنف بمناسبة التباري الرياضي» ألقاه إطار من وزارة الشباب والرياضة، ثم العرض السادس بعنوان «التجربة الفرنسية في مجال تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى» من طرف سيباستيان كروزات، رئيس محاربة الهوليكانيزم بالأمن العمومي الفرنسي. وبعد حفل شاي كان الجميع على موعد مع العرض السابع والأخير بعنوان «دور المجتمع المدني في تأطير الجمهور» ألقاه إطار من أعضاء الألتراس بعدها المناقشة، فوجبة الغداء ثم نهاية المناظرة الأولى في موضوع مكافحة العنف بالملاعب الرياضية التي احتضنها بنجاح، شهد به كل الحاضرين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة يومي 11و12 يونيو الجاري.