من تنظيم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية : USAID وإشراف مباشر للمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، تم يومي 29 و 30 ماي الأخير، تنظيم الدورة التكوينية الثانية بإقليم أسفي لفائدة النساء المنتخبات بالإقليم وأخريات يمثلن أقاليم : مولاي يعقوب - صفرووالجديدة. الدورة تدخل ضمن برنامج متكامل للحكامة المحلية يروم القيام بإجراءات محددة لدعم النساء المنتخبات المحليات، وذلك بغية تطوير قيادتهن ومشاركتهن الفعالة في المجالس المنتخبة والجماعات المحلية بعدما تم القيام بتشخيص تشاركي سنة 2010 تم خلاله تحليل المعلومات والبيانات الميدانية التي تخص مشاركة النساء في السياسة المحلية ، وبالإضافة الى الهدف العام المشار اليه سلفا ، هناك أهداف خاصة للبرنامج، منها أولا : مساعدة وزارة الداخلية على دعم النساء المنتخبات في اطار برنامج الحكامة المحلية. ثانيا: دعم ومساعدة النساء المنتخبات في جهتي : فاس بولمان وعبدة دكالة في مرحلة أولى و على انشاء شبكات للنساء المنتخبات. ثالثا: تنظيم ورشات ولقاءات بين النساء المنتخبات لتبادل الخبرات وذلك لتطوير القيادة و تسهيل التواصل فيما بينهن. رابعا: فحص مختلف الصعوبات التي تواجه النساء المنتخبات أثناء مزاولة مشاركتهن في المجالس الجماعية. خامسا: تبادل الخبرات فيما بين الشبكات الاقليمية التي تم تكوينها. الدورة التكوينية هاته والتي احتضنها فضاء الخزانة الجهوية بمدينة أسفي اشتملت على ثلات ورشات : الأولى حول خصوصيات تدبير وحل النزاعات داخل وخارج المجالس الجماعية، حيث كان من أهدافها، تحديد مفهوم النزاع والتعرف على أنواع النزاعات ومكوناتها ومسبباتها بارتباطها مع مهام المستشارات المحليات..ثم التعرف على استراتيجيات حل النزاعات بطرق إيجابية تفاوضية بالنسبة للقيادات النسائية تنبني على مهارات حل النزاعات وفق طريقة رابح/رابح ..حيث تمت مناقشة نماذج لنزاعات يمكن أن تحصل أثناء انعقاد دورات المجالس الجماعية والتي قد تكون إما : سلبية تؤدي الى بعض حالات العداء والتنافر وتعطيل أواصر العلاقات الانسانية بين أطراف النزاع..أو ايجابية لأن النزاعات شيء طبيعي وانساني ويمكن أن تكون بداية لفتح حوار جاد ومسؤول لفض النزاعات دون التضحية بمصالح أي طرف من أطراف النزاع. هذه النزاعات والتي يمكن أن تكون داخلية بين مكونات المجلس الجماعي من مستشارين وموظفين أو بين الأغلبية والمعارضة...أو خارجية بين الجماعة ومحيطها الخارجي مثل الساكنة و الشركاء. الورشة الثانية تمحورت حول: استثمار نتائج دراسة وتحليل الخطط الشخصية لتحديد الملامح الشخصية وخصائص ممارسة النساء المنتخبات لأدوارهن على المستوى المحلي. خلال هذه الورشة والتي تم فيها الاستماع لتجارب بعض النسوة الممارسات ببعض المجالس المحلية بإقليم أسفي في اطار تحديد الادوار وتقييم المشاركات في تسيير الشأن المحلي. مع تقديم بعض المشاريع التي تتوخى من خلالها بعض النسوة المصاحبة من برنامج الحكامة المحلية. هذه الورشة تميزت بالاستماع الى شهادات صادمة توثق لمعاناة بعض النسوة داخل المجالس الجماعية بإقليم أسفي، وصلت الى حد التدخل في الحياة العائلية كما هو الشأن بالنسبة للمستشارة السيدة عولية بجماعة البخاتي. والى حد التهديد والوعد والوعيد ومحاولة الاعتداء الجسدي داخل اجتماعات مسؤولة من طرف عناصر مسخرة من طرف رئيس الجماعة يرأسها أحد اخوته .اضافة الى العنف اللفظي المتكرر كما هو الشأن بالنسبة الى حالة المستشارة الاتحادية ناجية بنازيكي من بلدية جمعة سحيم بإقليم أسفي والتي عمل رئيس المجلس البلدي على إقالتها من مهمة كاتبة المجلس لكونها رفضت تزوير محاضر الدورات تحت طائلة المساءلة القانونية كما رفضت التصويت على الحساب الاداري والذي يتضمن معطيات لا تتوافق مع الواقع المعيش ببلدية جمعة سحيم. وهي الشهادات التي نالت نقاشا موسعا من طرف المشاركات حيث تساءلن عن الجدوى من الحديث عن مقاربة النوع وتشجيع مشاركة النسوة في تسيير الشأن المحلي دون حمايتهن من بطش أناس ذوي عقليات متحجرة تتعامل من الأدوار الطلائعية للنساء- نصف المجتمع- بمنطق لغة الحريم.. الورشة الثالثة تمحورت حول طرق وأدوات تدبير الوقت من أجل ممارسة قيادة ملتزمة وفعالة للنساء المنتخبات في الجماعات المحلية حيث تمت مناقشة مفهوم الوقت وطبيعته ودلالات تدبيره ومزايا التعرف على مبادئ ادارة الوقت مع رصد معيقات التدبير الأمثل للوقت في الممارسة النسائية بالجماعات المحلية، وأخيرا الالمام بكيفية تتبع ومراقبة وتقييم الوقت ... ليخلص الجميع في نهاية الدورة التكوينية الى دعم إنشاء شبكات لتعزيز المشاركة الفعالة للنساء المنتخبات بكل من أقاليم: الجديدة ومولاي يعقوب وأسفي وصفرو ..الورشات تم تأطيرها من طرف كل من الأستاذة : مليكة غفران جيورجي مستشارة رئيسية في النوع الاجتماعي لبرنامج الحكامة المحلية، والأستاذ : محمد فتوحي خبير نفس البرنامج ، و حضور بعض وكلاء التنمية المحلية ببعض الجماعات المحلية وبعض المشرفين على البرنامج بالأقاليم السالفة الذكر..كما عرفت الدورة التكوينية في يومها الثاني حضور وفد نسائي من دولة ليبيا، وذلك من أجل الاطلاع على التجربة المغربية في مجال مقاربة النوع في ما يخص تمثيلية النساء بالمؤسسات التمثيلية.. حيث قدمن مداخلة حول الأوضاع في ليبيا ما بعد الثورة..