سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موازين - إيقاعات العالم، في دورته الثانية عشر: الشاب مامي للمغاربة :«توحشناكم، توحشناكم بصح.. ما نقولو غير الذي نحسوه حقيقة»، وفتاح نكادي يكرم رموز الأغنية الأمازيغية
صوته، حضوره، أغانيه، موسيقاه، انسجام فريقه الفني، كلها مؤشرات تدل على أن الرجل فنان بامتياز.. إنه فنان الراي الأول ضمن جيل معاصريه، إنه أمير الراي الشاب مامي.. الذي حل ضيف مهرجان موازين طبعة سنة 2013 . «توحشناكم، توحشناكم بصح.. ما نقولو غير الذي نحسوه حقيقة.» بهذه العبارات تحدث أمير الراي الشاب مامي مخاطبا جمهورا عريضا يقارب 40 ألف متفرج، كان مرشحا أن يتجاوز الرقم القياسي المسجل بفضاء منصة النهضة، لو لم يتدخل الأمن خلال منتصف حفل مساء يوم الإثنين الماضي لإيقاف موجات بشرية زاحفة قادمة من كل جهات الرباط. غنى الشاب مامي أغانيه المشهورة، وطالبه جمهوره بأروع ما ملك ضمن ريبيرتواره الفني، فقدم للحضور أغاني أبرزها: ماعندي ولين تشوش خاطري، دورت عليك كل خبار، مافي دو فوا، مشي في الطريق، صحابي، أنا وعلاش، بنت البارح، بكيتيني، تزعزع، فاطمة، قلبي قلبي، ربي، خلوني.. وأبهر الشاب مامي الحضور، كما تمكن من إقناع جميع المتفرجين بقدراته الفنية في لون غنائي آخذ في التجدد، لون موسيقي يجمع بين الأدوات العصرية والكلمات المعبرة والصوت القوي المتميز.. في وقت لم يكن سهلا أن يبصم مامي اسمه في عالم فني شرس وكثير المنافسة، لكن قدراته الفنية تجاوزت الحدود الجزائرية والمغاربية ليصبح مطلوبا من لدن فنانين عالميين كبار من أمثال ستينغ.. لهذه الأسباب ولأخرى، أضحى الشاب مامي اسما من الأسماء الخالدة في فن الراي، فنان متكامل، كاتب كلمات وملحن جد موهوب. حلم مامي تحقق وهو الذي لطالما عشق مزج الألوان الموسيقية، مستوحيا موسيقاه من الفولكلور والراب والموسيقى الراقصة مرورا بموسيقى الريغي أو الفلامنغو. غنى رفقة العديد من الكبار من طينة: ستينغ وزوكيرو وزيغي مارلي وزبدة وسايان سوبا وكرو وإيدير وكاميل وكذلك مع سوشيلا رامان. حينما أعلن الشاب مامي عن اختتام حفله الفني بمنصة النهضة بالرباط رفض الجمهور فض اللقاء، وطالبوه بالمزيد.. بينما احتج الكثير من الشباب الذي حرم من المتابعة المباشرة بعد أن أوقف من بعيد خوف وصول الأعداد البشرية إلى أرقام يعسر ضبطها أمنيا.. ورغم تلك الإحتجاجات ظل حب الشاب مامي راسخا في الذاكرة والوجدان كفنان مغاربي صنع أمجاد لون غنائي متجدد.. هذا، وسبق أن تقدمت إلى نفس المنصة الفنانة المغربية الصاعدة رباب، ابنة الفنان بوشعيب الجديدي، والتي سبق أن شاركت في مسابقات استوديو m2 ومسابقة "نجم الخليج"، والتي قدمت عددا من الأغاني المغربية والخليجية الجميلة التي صفق لها الجمهور المغربي كثيرا.. ومن جهة أخرى كان هناك فرح ونشوة تلك التي غمرت فضاء الرونيسانس.. فرح ونشوة طفولية، تتجه للإحتفاء بنجم من نجوم الأغنية المغربية المعاصرة، نجم كرس كل حياته للإجتهاد والبحث في الكلمة والألحان، مدعوم بلفيف من الأصدقاء والفنانين والإعلاميين المغاربة، الذين يكنون تقديرا خاصا لرجل صنع نفسه بنفسه، رجل عصامي الخبرة والتكوين والإشعاع.. إنه الفنان المغربي المرموق فتاح نكادي. غنى فتاح نكادي بمنصة الرونيسانس عددا من الأغاني الشهيرة، منها: البحر، نسيناهم، و"كتبت أحبك واختفت" و "ديني أخاطري"، و"أفريقيا ماما"، وكوكتيل أغاني مغربية وأجنبية.. لم يكن للفنان فتاح النكادي ليستريح ولو لوقت قصير، بسبب تعالي أصوات الجمهور الحاضر المحب من أجل مزيد من الأغاني، وإلحاحه المستميت لتحويل منصة الرونيسانس لفضاء يخلد اللحظات المتميزة.. لم يفت الفنان فتاح النكادي الفرصة، فحرص على إهداء خاص، عمقه تكريم خاص، تكريم الأغنية المغربية الأصيلة، تكريم رموز الأغنية الأمازيغية، بإعادة أداء أغنية الراحل محمد ارويشة، "إيناس.. إيناس" التي تفاعل معها كل الحضور وبشكل جماعي منقطع النظير.. يستحق إذن فتاح النكادي لقب الفنان الشامل، فهو شاعر وغني، وهو أيضا سليل الثقافة الأمازيغية المغربية الأصيلة، وهو ملحن وعازف البيانو ومطرب وخريج المعهد الموسيقي بكل من الدارالبيضاءوبالرباط.. كما يعتبر هذا الفنان من واضعي الموسيقى التصويرية للعديد من المسلسلات من بينها مسلسل "وجع التراب" و"صيف بلعمان" وكذلك مسلسل "المجدوب" .. وبمسرح محمد الخامس، كان الجمهور على موعد مع الفنانة سارة تفاريس، المقيمة حاليا بالبرتغال، ومن أصول بلاد الرأس الأخضر، والتي ألهمت الجمهور بصوتها الشجي و عزفها المذهل على آلة القيثارة.. كما ربطت بين ثقافة الرأس الأخضر والثقافة البرتغالية من خلال إيقاعات جد متنوعة.