شهدت مدينة تيزنيت اوضاعا صحية مزرية في الآونة الاخيرة ، راح ضحيتها مواطنون ابرياء يدفعون ثمن الاحتقان الذي يعيشه المستشفى الاقليمي جراء التسيير و التدبير الارتجالي للمسؤول الاول عن المستشفى ، فقد خرجت الاطر الصحية من ممرضين و أطباء الى باحة المستشفى يستنكرون اوضاعهم غير السليمة و غير الملائمة للاشتغال داخل المستشفى في غياب كامل لجهاز الادارة و في ظل لا مبالاة مدير المستشفى و اشتغاله بمنطق تحكمي ضد الجميع ، يحارب ذوي النوايا الحسنة و يعرقل كل الجهود الرامية من طرف الفاعلين المحليين الغيورين على الوضع الصحي بالاقليم و الساعين نحو توفير الظروف الملائمة للاشتغال داخل المستشفى الاقليمي. في هذا الجو المأزوم نظمت تنسيقية الدفاع عن الخدمات الاجتماعية بمدينة تيزنيت يوم الاثنين 27 ماي 2013 ، وقفة احتجاجية بساحة حديقة الامير مولاي عبدالله ضد الوضعية الصحية الكارثية بالاقليم ، حضرها العديد من ممثلي الاحزاب الوطنية ، النقابات ، فعاليات المجتمع المدني بالاضافة الى عائلات ضحايا المستشفى الاقليمي بتيزنيت و ساكنة مدينة تيزنيت، و لوحظ غياب حزب العدالة و التنمية مع نقابته و ممثلي جمعياته الفلكية الذين انحازوا الى صف مدير المستشفى لاعتبارات فئوية حزبية محضة لا تليق بممثلي حزب يدعي الديمقراطية، و كان افضل جواب عن موقفهم صوت ابن الفقيدة نعيمة ذي العشر سنوات، الذي دعا الى فتح تحقيق في اسباب وفاة والدته و أخته الصغيرة ثلاث سنوات ، التي جالت بعينيها البريئتين باحثة عن وجه أمها في وجوه المحتجين في صورة بليغة أثرت على الجميع . هل كانت الاوضاع داخل المستشفى الاقليمي ستؤول الى ما آلت اليه، لو ان هناك عناية و مسؤولية و احساسا بالواجب لدى المسيرين و لدى الاطر الطبية و التمريضية و على رأسهم المسؤول الاول مدير المستشفى الاقليمي ؟ و هل يمكن أن نطمئن لتصريحات مدير المستشفى الذي ينكر دوما اي ازمة او مشكل داخل المستشفى و الذي يفتخر بحجم مداخيل المستشفى من جيوب الفقراء ؟ لا ندري ان كان العشرات من المواطنين الذين ملؤوا ساحة حديقة الامير مولاي عبدالله مرددين شعارات الادانة و الاحتجاج اصيبوا بهلوسة تاركين شؤونهم اليومية و انشغالاتهم ليقفوا بالساحة صادحين بالادانة و مستنكرين للمجازر التي تقع بحضور المسؤولين الحاضرين عمليا و الغائبين فعليا . لا ندري ايضا اذا كانت ازيد من ال 25 هيئة محلية على اختلاف توجهاتها تضم الاحزاب و النقابات و جمعيات المجتمع المدني ، اتفقت و نسقت على اساس الاحتجاج كهواية و تزجية للوقت ؟ هنا تكمن الغرابة الشديدة حينما نستمع لتصريحات صادرة من مسؤولين بحزب العدالة و التنمية و بيانات صادرة من نقابتهم تعتبر الاحداث و الوقائع التي راحت ضحيتها ارواح بريئة من مواطنين بسطاء كانوا ينشدون الرعاية و التطبيب داخل مستشفيات عمومية، مجرد دعاية و ان هؤلاء المطالبين بالتحقيق في قضية الوفيات بالمستشفى الاقليمي مجرد لعبة سياسية و تسييس لقضية ! انه العجب العجاب حينما نرى مديرا غير مسؤول لم يفلح في شيء منذ عودته الى تسيير المستشفى الاقليمي الا في اشعال الحرائق بين العاملين من اجل التمكين و الانتقام ، و دليل على ذلك الملف الرائج بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت موضوعه شجار بينه و بين طبيب جراح وسط المستشفى ، هذا المدير الذي وجد سندا في قضيته المفضوحة ضدا على ارادة المواطنين و ضدا على ارادة كل القوى الحية بالاقليم الساعية نحو تقديم خدمات في المستوى لكافة المواطنين, ادانت تنسيقية الدفاع عن الخدمات الاجتماعية كل مساس بالحق في الحياة و الحق في التطبيب و نددت بتصريح منسوب لعامل الاقليم منشور بموقع الكتروني ، استغل من طرف أتباع المصباح، و الذي اشاد فيه بالخدمات المقدمة بالمستشفى الاقليمي و اعتبر اصوات المواطنين و الحراك الجماعي لساكنة تيزنيت مجرد تصفية لحسابات سياسوية ضيقة ، وقد دفع هذا الموقف الجماهير المحتجة الى التوجه نحو مقر العمالة تتقدمهم اسر الضحايا منددين بمثل هذه التصريحات و محملين العامل كامل المسؤولية لطغيان مدير المستشفى و رداءة خدماته و مطالبين وزارة الصحة بنشر تقرير اللجنة الوزارية في اقرب الآجال و داعين النيابة العامة الى فتح تحقيق قضائي صونا لحقوق المواطنين ,