سينمائيون يدعون بمكناس إلى توثيق النصوص النقدية السينمائية دعا نقاد وباحثون في المجال السينمائي المغربي، الأحد بمولاي ادريس زرهون إلى توثيق النصوص النقدية السينمائية بالمغرب و تجميعها في كتب فردية وجماعية. وأكد الناقد السينمائي أحمد السجلماسي، خلال ندوة حول موضوع «السينما والذاكرة» في ختام فعاليات الدورة السابعة لملتقى زرهون الوطني لسينما القرية، الذي نظمته جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة تحت شعار «جبر ضرر الذاكرة السينمائية المغربية»، على ضرورة النبش في الكتابات النقدية السينمائية بالمغرب خصوصا تلك التي تعود لفترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي والعمل على لم شمل ذاكرة النقد السينمائي بدل تركها مشتته في منابر مختلفة من مجلات وصحف وبرامج إذاعية وتلفزية وأبحاث جامعية. وأشار في هذا الإطار، إلى أن هناك عدة وسائل لتجميع هذه النصوص والكتابات النقدية عبر على الخصوص إجراء مسح أولي للأسماء والنصوص النقدية وتجميع كتابات النقاد ضمن إصدارات فردية أو جماعية? وكذا ضمن مواقع إلكترونية. وتوقف السجلماسي عند تطور النقد السينمائي بالمغرب وإرهاصاته الأولى، مشيرا إلى أن النقد ليس حديث العهد وإنما له جذور في التاريخ تعود لبدايات القرن الماضي، مشددا على الدور الأساسي للأندية السينمائية بالمغرب، مضيفا أن جل النقاد والمبدعين السينمائيين الذين تركوا بصمات بارزة في الساحة السينمائية أفرزتهم هذه الاندية. من جهته، أكد المختار أيت عمر، ناقد سينمائي، أن النقد السينمائي بالمغرب نشأ داخل الأندية السينمائية التي ساهمت في تطوير هذا النقد وتعميم الثقافة السينمائية، وذلك من خلال تنظيمها لعدة تظاهرات سينمائية منذ تأسيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب سنة 1972 . وأبرز أيت عمر أن وجود أندية سينمائية بدور الشباب أعطى نوعا من الاستقلالية لمجموعة من النقاد والمبدعين السينمائيين الذين لعبوا دورا أساسيا في تاريخ حركة الاندية السينمائية. من جانبه? توقف الناقد السينمائي حميد اتباتو عند مفهوم الذاكرة في السينما المغربية ووظائفها، معتبرا أن هذه الذاكرة هي أساس كل إبداع لكونها شكلت مرتكزا للكتابة الابداعية والفنية ورؤية ذاتية لبعض المخرجين و لتاريخ المغاربة في السينما المغربية. أما الناقد والباحث في مجال التربية والسينما أحمد فرتات، فتطرق إلى تجربة الراحل محمد عصفور كذاكرة للإخراج السينمائي المغربي، معتبرا أن هذا الرجل، الذي يعد مؤسسا حقيقيا للسينما المغربية، هو سينمائي مطلق وظاهرة استثنائية فهو، يضيف فرتات، أول مغربي وقف خلف الكاميرا منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي. كما تطرق، من جهته، الناقد محمد البوعيادي إلى تجربة محمد عصفور الذي اعتبره رائدا للسينما المغربية. وبعد أن قدم قراءة نقدية لبعض افلام هذا ك«الهارب» و«الابن العاق»، أشار الناقد إلى أن تجربة عصفور تنقسم إلى ثلاثة مراحل وهي العشق والتقليد والإبداع. وشكلت الدورة السابعة لهذا الملتقى، التي حملت هذه السنة اسم «دورة الراحل محمد بايزو»، فرصة لعشاق الفن السينمائي لاكتشاف مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة لمخرجين مغاربة، والتي تم عرضها ضمن فقرات هذه التظاهرة الفنية من قبيل «أندرومان من فحم ودم» لعز العرب العلوي، و«اليد اليسرىش لفاضل شويكة و«حرف من نار» لابراهيم الادريسي و«الجامع» لداود أولاد السيد و«الابن العاق» و«اليتيم» لمحمد عصفور و «الراكد» لياسمين قصاري.