أسدل الستار نهاية الأسبوع الماضي عن أشغال الدورة الثامنة لملتقى السينما والتربية، والتي انتهت بتوزيع جوائز للفازين ضمن المسابقات الرسمية. هذا، وانطلقت أشغال برنامج الدورة الثامنة باستقبال المشاركين، حيث عملت مباشرة لجنة التنظيم على إطلاع الحضور على تفاصيل برنامج الدورة، مع فتح نقاش حول قضايا مرتبطة بالورشات المبرمجة و اللقاءات التواصلية. مع بداية اليوم الثاني من أشغال الدورة الثامنة لملتقى السينما والتربية، وبحضور السيناريست المغربي القدير يوسف فاضل، وفعاليات فنية وتربوية من أكاديمية الرباط للتربية والتكوين، انطلق الافتتاح الرسمي للتظاهرة. حيث احتضن فضاء قاعة الفن السابع استقبال الضيوف والمشاركين. وتحدث بالمناسبة رئيس «الجمعية المغربية لتدريس اللغة الفرنسية وآدابها» - AMALEF - عن ظروف إعداد الدورة وعن أهم فقرات البرنامج وانتظارت المشاركين ودواعي اختيار محور «المسرح والسينما العلاقات الممكنة» كشعار للدورة. وفي نفس السياق، تم الإعلان عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام السينمائية التربوية المشاركة بمسابقة الدورة الثامنة، والتي ترأسها الناقد السينمائي والمؤطر الباحث في مجال التربية عبد الفاضل الغوالي. مباشرة بعد كلمات الافتتاح الرسمية، تابع الحضور عرضا للفيلم المغربي «حلاق درب الفقراء» إخراج محمد الركاب، كعمل يمكن الإستناد عليه أرضية لنقاش علاقات المسرح والسينما بالمغرب. وفي سياق تعميق هذا النقاش، تحدث السيناريست يوسف فاضل بعد انتهاء عرض فيلم «حلاق درب الفقراء» عن تجربته مبرزا ظروف اشتغاله كسينارسيت لهذا الفيلم السينمائي المغربي، وحدود التلاقي والتباعد بين النص المسرحي والنص السينمائي على مستوى المكونات الأدبية وكذا المكونات التقنية. وضمن أشغال نفس اليوم، انطلقت بعد الزوال الورشات التكوينية، خاصة ورشة المسرح وورشة الإخراج السينمائي، وورشة القراءة الفيلمية. بالموازاة، تمكنت لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية بفضاء مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية من بدء مشاهدة الإنتاجات المبرمجة المتنافسة على الجوائز، والتي وصل عددها إلى 12 عملا سينمائيا تربويا. وضمن أشغال اليوم الثالث للدورة، استأنفت جميع الورشات أشغالها، وفق مقاربة تروم إنهاء العمل بإنتاج فني يتم عرضه خلال حفل الإختتام. بينما شكل اليوم الثالث فرصة للقاء مباشر مع المخرج المغربي القدير جمال بلمجدوب، بعد مشاهدة فيلمه «ياقوت» المستوحى من كلاسيكيات أدبية كبيرة من قبيل «سيرانو دو بيرجوراك» ( Cyrano de Bergerac) للكاتب إدموند روستاند d'Edmond Rostand ثم عمل «المحدب» (Le bossu de Notre Dame) للكاتب فيكتور هوجو Victor Hugo، وعبره تمكن المشاركون من التواصل مع المخرج حول تجربة الاقتباس ومجالاته وصعوبات العمل ومقارنة الاشتغال بين المسرح وغير ه من الفنون. وتوزع اليوم الرابع والأخير بين استكمال الورشات التكوينية لأشغالها وإنهاء مشاهدة أعمال مسابقة أفلام المؤسسات التعليمية من جهة وبين حفل الاختتام.. وجاء حفل اختتام الدورة متميزا، من حيث الحضور وكذا طبيعة فقرات الحفل. قدمت بداية الكلمات الرسمية للاختتام، وبعدها تم الإنصات لتقارير الورشات الثلاثة، التي توقفت كلها على مجهودات المشاركين والتفاعل الحاصل أثناء الدورة التكوينية، منوهين بجودة الشراكة المبرمة مع الأكاديمية، ومثمنين مستقبل الدورات القادمة خاصة فيما يتعلق بخلاصة الورشات، من حيث تقديم إنتاجات كل ورشة. بالمناسبة، قدمت ورشة المسرح عملا مسرحيا معدا من طرف المتكونين، كما قدمت ورشة السينما إنتاجا سينمائيا تربويا معدا من فريق التكوين. بينما قدمت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية نتائج اللجنة بفوز أكاديمية الرباط بالجائزة الكبرى، جائزة أحسن فيلم (الثانوية التأهيلية الفقيه المريني بسلا)، ونالت أكاديمية تطوان جائزة أحسن الإخراج، وحازت أكاديمية الداخلة على جائزة أحسن سيناريو. واختتمت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية أعمالها بتوصيات أهمها: تثمين مجهودات أكاديمية الرباط على المرتبطة بدعم الأندية السينمائية التربوية، والدعوة لمصاحبة التلاميذ والأساتذة لمزيد من الإنتاج التربوي مع تدليل الصعوبات المعترضة وتطوير التجارب الفتية.