نظمت جمعية أمل المغربية للتنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية, يوم السبت 2013 أبريل 13 بباصانو الايطالية، التي تبعد بحوالي 70 كلم عن مدينة البندقية (فينيزيا)، مهرجانا فلكلوريا تحت عنوان "«لنتحاور»" استطاعت من خلاله أن تقدم صورة جد إيجابية عن المغرب تركت انطباعا حسنا عند الحضور. على المستوى الفني, وبإلاضافة إلى الفرق الفولكلورية المغربية, نشط المهرجان مجموعة من الهويات المختلفة: إيطاليا، الارجنتين، روسيا، المكسيك، ارتيريا.. وذلك في إشارة قوية إلى أن الشعب المغربي منفتح على جميع الحضارات والثقافات، كما يقول رئيس الجمعية رشيد وهبي. وذلك من أجل مجتمع كبير تسوده قيم التعايش والتجانس والديمقراطية والتلاؤم.. وعلى متستوى التسويق السياحي, فالمهرجان تخللته مجموعة لوحات فنية جسدت عراقة غنى الرصيد الثقافي المغربي وذلك من خلال أروقة عرضت فيها منتوجات تقليدية متنوعة. كما تم تجسيد عرس مغربي تقليدي من خلال تقديم عروسين فوق العمارية تحت نغمات الدقايقية. و نظم كذلك عرض أزياء للقفطان المغربي تحت نغمات مجموعة من الفرق التي أبرزت بدورها التنوع الفني المغربي (الطرب الاندلسي، اكناوة، الملحون، عبيدات الرمى الشعبي..) وأخيرا تم تقديم «قصعة» كسكس وسط ساحة المهرجان، يقول المنظمون، إنها أكبر قصعة نظمت بأوربا لحد الآن، حيث أقبل عليها الحاضرون بمختلف انتماءاتهم بشراهة كبيرة. على المستوى الرسمي: حضر المهرجان سفير المملكة المغربية بايطاليا حسن أبو أيوب الذي كان أول من تناول الكلمة، حيث تقدم بالشكر لجمعية أمل التي تحملت مسؤولية تنظيم هذا المهرجان, منوها بالمهجر المغربي ومشيرا لبعض الاستثناءات الشاذة، التي لا يمكن أن تشكل القاعدة بأي حال من الأحوال، مبرزا مسؤوليته با عتباره سفير المملكة، وكذلك مسؤولية هيئات المجتمع المدني المغربي كجمعية أمل في رصد هذه الحالات وتتبعها ومصاحبتها قصد إدماجها في المجتمع بشكل سلس حفاظا على صورة المغرب المشرقة في هذا البلد. وقد كان السفير مصحوبا بقنصل المملكة بفيرونالد السيد الفيلالي. تناول الكلمة فيما بعد كل من نائب عمدة بامانو كارلو فرارو وبرلمانية عن المدينة ذاتها بالإضافة إلى الكوميدي الساخر العالمي ماركو باوليني، الذين انصبت تدخلاتهم على الأزمة الاقتصادية العالمية، وتأثير ذلك على المواطن، مهاجرا كان أن ايطاليا، داعين إلى المزيد من الصبر والتفهم في أفق تجاوز الأزمة، منوهين في نفس الوقت بالمبادرات التي تقدم عليها جمعيات المجتمع المدني كجمعية أمل في إدماج المهاجرين في محيطهم السوسيو ثقافي الجديد. واللافت للنظر هو المشاركة المكثفة للعنصر النسوي في هذا المهرجان، فالمرأة المغربية كانت حاضرة وبقوة لدرجة أن الكثير من اللحظات يخيل ان الأمر يتعلق بمهرجان نسائي. وتؤكد السيدة الشعبية أن" «انخراطنا نحن معشر النساء كان وجدانيا وكليا انطلاقا من التحضير وصولا إلى التنظيم، وأن من ساعدهم على ذلك هو هامش الحرية الذي وفرته لهم جمعية أمل في شخص رئيسها رشيد وهبي و كأني بها ترسل برسالة مشفرة إلى مسؤولينا الوطنيين مضمونها أن الاقتناع بأهمية المرأة وضرورة مساهمتها في بناء الوطن والوصول إلى المناصفة يجب أن يكون ممارسة وليس مساحيق تؤثث بها خطب الزعماء ويتباهى بها المسؤولون دون أن تترجم هذه الخطب والتصريحات الى واقع معيش.» وفي حوار لمراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي مع حسن أيوب سفير المملكة بإيطاليا قال " إنه بايطاليا تتواجد العديد من الجمعيات المغربية المسؤولة النشيطة التي تشكل دبلوماسية موازية، وتلعب دورا حاسما في تحيين صورة المهاجر المغربي ومن خلاله صورة المغرب ككل لدى المجتمع الايطالي خصوصا، والآخر بشكل عام، باعتبار الشعب الإيطالي متعدد الاجناس، مبرزا أن سفارة المغرب بإيطاليا أخذت على عاتقها مصاحبة هذه الجمعيات ومتابعة برامجها «وما حضوره اليوم لهذا المهرجان إلا تتويجا لهذا التوجه واعترافا بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الجمعيات في تتبع مشاكل المهاجرين والعمل بشكل تشاركي يضمن اندماج المهاجر المغربي في المجتمع الايطالي بشكل سلس وطبيعي». كما أكد أن صورة المهاجر المغربي ليست بالسوء الذي يحاول أن يسوقه البعض ، باعتبار لديه عدة جوانب جد مشرفة لا يريد الآخرون ملاحظتها والانتباه إليها. .. و ختم الحفل بسحب قرعة قدمت من خلاله شركة للرحلات السياحية بطاقتين لشخصين لزيارة المغرب لمدة أسبوع. وقد أكد السيد الفكاك الوراق مدير الشركة أن حضوره للمهرجان يأتي تلبية لطلب جمعية أمل. وثانيا لتسويق منتوجه السياحي والتعريف بمؤهلات المغرب السياحية وتنوعها. المهرجان سجل بأسف بليغ غياب جميع الجهات المعنية ممثلي وزارة السياحة وممثلي وزارة الثقافة. المجلس الاستشاري للمهاجر، وسائل الإعلام الرسمية... أحد منسقي جمعية المهاجرين المغاربة بالعالم: السيد مفيدي، أفد لناأنه الآن بصدد التحضير لتنظيم أيام دراسية بفينيزيا تحت عنوان: الجهوية الموسعة بالمغرب. (العيون نموذجا)، وذلك خلال شهر ماي 2013، وبمجرد معرفة مرتزقة البوليزاريو بالأمر، استنفروا كل طاقاتهم وكثفوا اتصالاتهم بالمسؤولين الايطاليين من أجل إحباط هذا المشروع. ولكن لحد الساعة، لازالت الأمور هنا في ايطاليا تسير في الاتجاه السليم، لكن غير الطبيعي هو أن الجهات المسؤولة بالرباط (لم يرد المتحدث الإفصاح عنها) تتوارى في دعمنا. فبعد الاتصالات الأولية والتوصل بوعود للدعم، وبعد اتخاذ أغلبية الاجراءات التنظيمية, لم نتوصل بشئ, لم نعد نطمح في دعم أو شيء من هذا القبيل، بل أسمى ما نربو, هو الحضور المغربي. : عبد الله خزراجي رئيس جمعية (المغرب ايطاليا) وحلمي عبد اللطيف، عضو بنفس الجمعية، استعرضا مراحل المهرجان الذي نظمته جمعيتهم السنة الفارطة بساحة سان ماركو بالبندقية (فينيزيا) وهو أول مهرجان لجمعية مغربية بالساحة، استنفرت فيه طاقات و خصصت أموال كثيرة وحضره ضيوف بارزون، كما تم تنظيم رحلة لمجموعة من الطلبة الايطاليين من فينيزيا إلى طنجة إلى العيون (على حساب الجمعية)، وذلك للتعرف على المغرب والتعريف به. كما تم إرسال مجموعة من طلبة مغاربة من مدينة باليرمو إلى البندقية ، وإنجاز شريط وثائقي بهذه الأنشطة أذاعته التلفزة الايطالية ويذاع كذلك ببعض المدارس. وبعد استخلاص كل المساهمات، يقول هؤلاء الناشطون الجمعويون "وجدنا أنفسنا أمام عجز وصل الى 10.000 أورو، أي ما يعادل 110 مليون سنتيم). صحيح، يقول السيد خزراجي، قد تأتي لحظات يرتفع فيها اليأس ويقل فيها الأمل وتزداد مساءلة الذات عن الجدوى من كل هذه المجهودات، لكنها تظل لحظات عابرة يتحمل المسؤولون المغاربة عدم حضورها، لأنهم لو انخرطوا معنا وصاحبونا في هذه المشاريع، لتمكنا من إنجاز ما هو أحسن، خاصة أننا نسمع عن استفادة جهات وجمعيات ويغدق عليها العطاء، مع العلم أنها لا تقوم بأي شيء. ويدعو خزراجي وحلمي عبد اللطيف أن يلتقط المسؤولون الإشارات ويكونوا في مستوى تطلعاتنا، لأن الحاضر الوحيد هنا هو الوطن، وعندما يتعلق الأمر بالوطن تؤجل جميع الحسابات الهامشية. خلاصة القول، أنه في يوم ربيعي مغربي بامتياز، حضر كل شيء. حضر الشاي المغربي والكسكس المغربي، والحناء المغربية، والقفطان المغربي، العرس المغربي، الأهازيج المغربية والتحضير المغربي... وللأسف، الغائب الأكبر كان هو المسؤول المغربي المفترض أن يجني ثمار هذا المجهود الذي لم يبذل فيه جهداً، بل سيظل محسوباً على ثلة من أخيار هذا الوطن الذين استرخصوا مالهم ووقتهم وصحتهم من أجل تقديم صورة تليق بالوطن .للأشارة فقد تمت تغطية المهرجان من طرف إذاعة باصانو التلفزية) و 32 جريدة جهوية ووطنية ايطالية وجريدة «الاتحاد الاشتراكي»)