يشارك المغرب في المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في دورته الخامسة المنظم بمدينة أكَادير في الفترة الممتدة ما بين 22 و28 أبريل 2013، بفيلمين وثائقين فقط ضمن الأفلام الدولية العشرة التي تتبارى على جوائز هذا المهرجان، ويتعلق الأمر بفيلم «امراة وكاميرا» للمخرجة كريمة زبير وفيلم «باسم الأخ» للمخرج يوسف أيت منصور. ومما لاشك فيه أن المنافسة هذه السنة ستحتد أكثر بين الأفلام الدولية العشرة المبرمجة في هذه الدورة للظفر على الجوائز التي ستقررها في النهاية لجنة التحكيم المكونة من المنتجة الألمانية باربيل موخ والصحافية الفرنسية أنيك كيلي والمخرجين السينغالي مامادوسيلوديالو والمغربي محمد العبودي. هذا، وافتتحت الدورة الخامسة بعرض الفيلم الوثائقي المغربي«امرأة وكاميرا» لمخرجته الشابة الواعدة كريمة زبير، والذي استطاع أن يشد إليه أنظارالمتفرجين لما يقارب ساعة نظرا لموضوعه المتميز، والحضور القوي لشخصيته الرئيسية ولجانبه العاطفي، حيث رصد الفيلم الوثائقي بفنية عالية قصة الشخصية المركزية خديجة المطلقة والأم لطفل صغير. وصور الفيلم كيف استطاعت هذه المرأة المطلقة أن تقتحم ميدانا كان سابقا حكرا على الرجال، وهو احتراف مهنة التصوير في الأعراس والمناسبات والحفلات هذا بالرغم من رفض عائلتها لهذه المهنة الشاقة التي تتطلب العمل في الليل وفي ظروف صعبة وشاقة للغاية. لكن ومع ذلك تمكنت الشخصية/البطلة من أن تعيش من خلال هذه المهنة عالما متناقضا بين عالم الأعراس الليلي المليئ بالفرح حتى التخمة وبين عالم الواقع الذي ينظرفيه المجتمع إلى أن المرأة المطلقة هي وصمة عارحتى وإن خرجت للكد والعمل لكسب رزقها بعرق جبينها بعد الحفاظ على شرفها من التدنيس مقابل الحصول على المال. وما زاد هذا الفيلم الوثائقي فنية وتقنية هو أن المخرجة عبرت عن هذا التناقض الصارخ بين الواقعين المختلفين كما عاشتهما شخصية خديجة المطلقة، حين وظفت بإبداعية فائقة كل الإمكانيات والوسائل التقنية لكشف هذه الثنائية المتقابلة. فقد اعتمدت على سيميائية الضوء تارة والعتمة والظلمة تارة أخرى، لإبراز ما يحفل به الليل الدال في هذا الفيلم على الفرح والعرس كحلم مثالي، وما يرمز إليه النهارالدال على الفضح والبعد الواقعي للشخصية واقع الألم والحزن الذي تشعربه خديجة عندما ترجع إلى بيتها وتتأمل نظرة المجتمع إليها كأمرأة مطلقة وذات ابن صغير.