انعقد يوم الأحد 09 ابريل 2013، بمقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بساحة الشهداء، المجلس الإقليمي في أول دورة له بعد المؤتمر الوطني التاسع، بحضور مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي والكاتب الجهوي بوبكر لركو. مصطفى عجاب اعتبر أن هذا اللقاء ينعقد في أفق موعد أشغال اللجنة الإدارية الوطنية، مؤكدا على تشبع المكتب السياسي بضرورة النزول إلى القواعد الحزبية ، ومحاورتها والاستماع إلى تصوراتها ومواقفها تجاه أهم قضايا المشهد السياسي، والذي اعتبره عجاب مثيرا للجدل ويتطلب خيارا استراتيجيا عبر عنه الاتحاد الاشتراكي بعودته إلى صفوف المعارضة ليمارس دوره بكل طروحاته البناءة والهادفة، والتي ارتأى الاشتغال من أجلها على أربع ديناميات: أولها: المقاربة السياسية التي تقضي إدماج كل المواطنين في فهم حقوقهم الدستورية، وبالتالي العمل على إثرائها وتفعيلها، مشيرا إلى أنه من بين جميع القوانين التنظيمية التي تنتظر التنزيل الحكومي قانون واحد قامت الحكومة بتنزيله هو القانون المنظم للمناصب السامية لكي يقوم الحزب الحاكم بغزو المناصب السامية. كما أوضح أن الغموض في جملة القوانين كان وراء قرار مقاطعة اللجان والانسحاب منها، وهذا يعتبر من أكبر مظاهر الرفض والاحتجاج. الدينامية الثانية: هي المقاربة الاجتماعية، وفيها إشارة لعمق الأزمة عند حكومة تراجعت عن برامجها الانتخابي الذي وضعته قبل تحملها تدبير الشأن العام، وهي تقوم الآن باتخاذ تدابير لا تنسجم مع طموحات وتطلعات الطبقات الفقيرة وحتى المتوسطة في نيل حقها في العيش الكريم. وأكد عجاب أن قيادة الحزب اختارت التوجه إلى القيادات النقابية من أجل تنسيق المواقف والخطوات النضالية. وأشار إلى مسلسل الاقتطاع من الأجور، وعدم اعتراف وزير العدل بالنقابة الأكثر تمثيلية بوزارة العدل، معتبرا أن جميع المعطيات تدل على أن المغرب يتجه إلى أزمة حقيقية، ومن واجبنا مواجهة هذه الحكومة في الساحة الاجتماعية لحماية القدرة الشرائية للفئات الاجتماعية. بعدها انتقل عجاب للحديث عن ضرورة التفكير في إرساء مشروع إعلام حزبي ميزته توحيد خطاباتنا، وتوجيهها نحو التفكير الجدي في المشروع المجتمعي الذي تلعب فيه النخبة دورها المعهود. وكانت المقاربة التنظيمية هي آخر ما اختتم به عرضه والتي قال عنها بأنه أعيد بناؤها بإخضاعها لمجموعة من الضوابط والقوانين لمأسسة العمل الحزبي، وتمت الإشارة إلى مجموع الأنشطة القطاعية التي استضافها مقر الحزب بالرباط والتي كان الغرض منها إعطاء الدينامية للعديد من القطاعات، وخلص إلى أن إعادة بناء الحزب لن تتأتى إلا بالالتفاف حول حزبنا والعمل على تذويب جعله اختلافا مقبولا. البشير الجابري الكاتب الإقليمي للحزب، وفي كلمته تناول الظرفية الجديدة التي انعقد فيها المؤتمر التاسع، وهي ما بعد الحراك العربي وتكوين حكومة أخلف حزب الأغلبية فيها جميع وعوده الانتخابية، إذ لا إصلاح ولا تغيير قد حدثا في ظل هذه الحكومة، ولا محاربة للفساد، ولا زيادة في الأجور، ولا زيادة في الحد الأدنى للأجر، ولا رفع من قيمة معاش التقاعد، ولا بلوغ نسبة 7 في المائة من النمو، ولا تخفيض من العجز إلى 3 في المائة... كما تناول الجابري الوضعية التنظيمية للحزب إقليميا فأبرز المجهود الذي قامت به الكتابة الإقليمية لهيكلة الفروع والقطاعات الحزبية، وحرصها على استكمال هذه الهيكلة، كما قام في تقريره بجرد مختلف الأنشطة التي قامت بها الكتابة الإقليمية سواء في إطار التحضير للمؤتمر، أو مع قطاع الشبيبة الاتحادية، أو مع القطاع الطلابي. وباسم الكتابة الجهوية تحدث بوبكر لركو عن اللقاء الذي عقده المكتب السياسي مع الكتاب الإقليميين والجهويين، والذي كان الغرض منه هو التفكير الجدي والاستراتيجي لآليات التنظيم داخل الحزب ، الشيء الذي يفرض علينا التعجيل بوتيرة الأشغال داخل مختلف الفروع التي لم يشملها التجديد. كما تناول الآزمة الاجتماعية الحالية والهجوم على المكتسبات الاجتماعية من طرف الحكومة الحالية، ودعا إلى ضرورة التجند لتوحيد المطالب الاجتماعية ومن ثم ضرورة هيكلة القطاعات وتعبئتها. بعد ذلك فتح باب النقاش وقدم الأخوات والإخوة استفساراتهم حول ما تضمنه العرض، مسجلين آراءهم في مختلف القضايا الحزبية، ومقدمين مقارباتهم للديناميات الأربع التي قدمها مصطفى عجاب، ومؤكدين رغبتهم في الحرص على تفعيل هذه الديناميات. وقد استحضر أحد المتدخلين كلمات رددها الأخ لشكر عشية عند توليه قيادة الحزب حينما قال : « إننا قادمون عائدون ) ليقترح أن تكون العودة هذه المرة لذواتنا وللمصالحة مع اتحاديينا لأننا دائما وأبدا متواجدون وحتى إن اعتٌُبٍرنا قوات غياب فإننا كنا حاضرين من اجل اتحاد الإرادة المشتركة والصمود» .