مثل هذه التصريحات لاتعدو أن تكون مجرد مزايدات، ونوعا من الهروب من النقاش الحقيقي حول ما آلت إليه البلاد على المستوى الاقتصادي نتيجة مجموعة من القرارات ،وعدم الأخذ بالجدية المطلوبة العديد من المؤشرات التي نبهت إليها المعارضة. القول بانتخابات سابقة لأوانها تعبير عن أزمة سياسية نضيفها للأزمة الاقتصادية، ثم نضيف إليها أزمة العلاقة مع المجتمع المدني، ثم أزمة صندوق المقاصة ، وتغيب المرأة في القرار السياسي ، ونضيف لها المشاكل على المستوى الديبلوماسي... كل هذه المشاكل لايمكن إلا أن نستشف منها ، أنهم أصبحوا خبراء في خلق الأزمات ،والتي «يزغرد» لها بنعبد الله ويحولها إلى انتصارات. لذلك لا أعتقد، بأن الذين يسيرون السلطة التنفيذية يدركون مسارهم السياسي ، فقط كل ما يفعلونه هو أنهم يخبطون خبط عشواء نتيجة غرورهم السياسي ، وعدم قدرتهم على إدارة الشأن العام. ولن تستغرب في المستقبل القريب، أن يحملوا المعارضة كل المسؤولية في إخفاقاتهم . الخلاصة التي يمكن قولها أمام مثل هذه التصريحات ، هو أنه عندما تغلق الأبواب في تصور الشخص يكون مستعدا لأي عملية انتحارية ، حتى ولو كانت سياسية.