بمبادرة من جمعية البلسم للتربية والثقافة والفن وبتعاون مع المديرية الجهوية والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، احتضن فضاء دار الشباب سيدي الحفيان مساء السبت 12 ابريل الحالي، انطلاق الملتقى السابع عشر العربي للشعر بمدينة أبي الجعد وذلك تحت شعار: الشعر واكراهات الحضارة الرقمية: دورة الشاعر المبدع حسن نجمي اللقاء الذي حضرته فعاليات سياسية ومستشارون جماعيون ونقاد وشعراء من مختلف مناطق المغرب والذي تخللته وصلات غنائية ملتزمة للفنان جمال بك، انطلق بقراءة آيات من الذكر الحكيم لفضيلة العلامة رئيس المجلس العلمي حبيب الشرقاوي الناصري لينطلق بعدها الاحتفاء بالأستاذ حسن نجمي عبر تقديم الشاعرة أم سناء ورئيس جمعية البلسم رشيد شجوعي وكلمات ترحيبية لرئيس المجلس البلدي ولمندوبية وزارة الثقافة كما عرض شريط وثائقي حول مسار هذا المبدع المتعدد الاهتمامات من شعر ونقد ورواية وتشكيل وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والمناضل الاتحادي ابن مدينة بن احمد المناضلة... وقبل إعطائه الكلمة تقدم الدكتور سعيد سرار المستشار الاتحادي بالبرلمان ليقدم تذكارا متميزا من فن الصناعة التقليدية لأبي الجعد للشاعر المحتفى به، وهو عبارة عن جلباب أصيل كعربون محبة له من سكان المدينة. الأستاذ نجمي عبر عن امتنانه لمبادرة جمعية البلسم ولمختلف مكونات المجتمع المدني التي ساهمت في إحياء هذا الطقس الإبداعي ملحا على أن يسمي الأشياء بحمولتها الايجابية من خلال إصراره على نطق بجعد وليس أبي الجعد مستحضرا في ذات الوقت عمقها الروحي والرمزي والنضالي، معبرا عن حبه الخاص لهذه المدينة لأنها بالنسبة له مرتبطة بالذاكرة الوطنية وبتراثها الشفوي، كما استحضر شريطا كرونولوجيا لأهم الشخصيات التي أنجبتها بجعد للوطن من الوزراء كمحمد الشرقاوي والاقتصادي العالمي حبيب المالكي ومولاي الطيب الشرقاوي وصولا إلى الفنان العالمي التشكيلي احمد الشرقاوي والمخرج حكيم بلعباس.. نجمي عدد المميزات التراثية لمنطقة بجعد عبر صناعيها وحرفييها التقليديين وفن التبوريدة وعبيدات الرمى، معتبرا في ذات الوقت بجعد بالمختبر الذي تتمازج فيه الثقافة المغربية العربية بالامازيغية بدليل العمق العالمي لإبداعات احمد الشرقاوي الذي اشتغل على هذا التمازج، وعرج نجمي على الدور البطولي الذي لعبته جهة الشاوية ورديغة في دحر المستعمر والتعجيل باستقلال البلاد من خلال انتفاضة 20 غشت 1953 مؤكدا على أن بجعد لاتحتاج إلى شهادة لأنها استطاعت أن تصنع تاريخها ومجدها. وعاد نجمي ليتحدث عن مساره الإبداعي مشيرا إلى انه مارس السياسة بروح الشعر مستحضرا روح الفنان البجعدي المتميز علال ولد كرامش الذي تمكن من توظيف آلة العود لنشر فن العيطة، معتبرا فن العيطة بالفن المغربي الأصيل كباقي الفنون الأخرى مثل الملحون وموسيقى الآلة والمواويل الامازيغية فهي كلها تعابير شعرية متميزة تعكس عمق الحياة في البادية المغربية، مشيرا إلى أنها شعر وجداني حقيقي موجود في حياتنا كسلوك إنساني له رؤية خاصة للوجود وللوجدان وهو ما يعطي في تحليله النبل للسياسة. وقبل اختتام هذا العرس الإبداعي الخاص بالاحتفاء بمسار الأستاذ حسن نجمي، تقدم بمرثيتين في حق رمزين من رموز الوفاء للوطن ولقضاياه الاجتماعية والإبداعية والإنسانية الرائعة في حق المناضلة آسية الوديع وسعيد اسماعلي، على أن يواصل الملتقى السابع عشر للشعر العربي بابي الجعد أشغاله في اليومين الموالين لتكريم الشاعر حسن نجمي.