لا حديث بالأوساط الرياضية الفاسية إلا عن المستوى الذي أصبح عليه ديربي العاصمة، وما سجله من تراجع كبير على جميع المستويات. ففضلا عن الغياب شبه التام للجمهور، يبرز المستوى التقني المتواضع، الشيء الذي جعل الفعاليات الرياضية تطالب بالبحث عن السبل الناجعة لإرجاع الروح لهذا الديربي، حتى يضاهي ديربي البيضاء بين الرجاء والوداد والرباط بين الجيش والفتح. فمع ضربة بداية مباراة الماص والواف، التي احتضنها مركب فاس، وأدارها الحكم بولحواجب، لم يغامر أي من الفريقين للبحث عن الهدف، مما جعل الكرة تظل حبيسة وسط الميدان، كما النهج التاكتيكي الذي اتبعه كلا المدربين، لم يساعد اللاعبين على تقديم أداء أفضل، وخلق الفرص وتمرير الكرات. وانتظر الجمهور، الذي تابع اللقاء على قلته، حتى الدقيقة 13 ليعاين محاولة للمغرب الفاسي، بواسطة عبد النبي لحراري، لكنها لم تسفر عن أي جديد، ليتسرب الملل للمقابلة. ويرد الفريق الثاني للعاصمة العلمية، بعد ذلك بواسطة الوادي، الذي مرت كرته محاذية لشباك الحارس أنس الزنيتي. وتمركزت الكرة في أغلب أطوار اللقاء في وسط الميدان، ليعلن الحكم عن نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني، قام المدربان بعدة تغييرات لإعطاء جرعة جديدة للقاء، حيث تمكن الإطار الجزائري أيت جودي من فك لغز المباراة، بواسطة كرة ثابتة، نفذها لاعب وسط ميدان المغرب الفاسي عبد الرحمان لمساسي بذكاء كبير، حيث موه الجميع بعدما أوحى أنه سيوجه الكرة لزملائه داخل المعترك، لكنه أسكنها بطريقته الخاصة مباشرة داخل شباك الحارس أمين البورقادي. وفي الوقت الذي كان الجميع يعتقد أن عناصر الوداد الرياضي الفاسي سيندفعون للبحث عن هدف التعادل، كما فعلوا في اللقاءات السابقة، انطلقت الآلة الهجومية للمغرب الفاسي بحثا عن هدف ثان لتأمين الحصة، وقد تحقق لها ذلك من ضربة جزاء أعلن عنها الحكم بولحواجب، وسط احتجاج كبير لعناصر الوداد الفاسي. ضربة الجزاء نفذها البرازيلي جيفيرسون في مرمى البورقادي. ما تبقى من عمر اللقاء، شهد استقرارا على مستوى الأداء، رغم أن الواف أتيحت له بعض الفرص السانحة للتسجيل، لكن عبد الكبير الوادي وعدنان الوردي لم يحسنا استغلالها، لينتهي اللقاء بفوز المغرب الفاسي بحصة 2 - 0. نتيجة تخدم مصالح المغرب الفاسي وتزيد من مشاكل الوداد الفاسي، الذي بات مطالبا بمضاعفة جهوده من أجل الهروب من المنطقة المكهربة. قالا عن اللقاء عز الدين أيت جودي، مدرب الماص «لقد لعبنا من أجل الفوز دون البحث عن الفرجة، لأن الأهم اليوم هو تحقيق نتيجة إيجابية للتصالح مع الجماهير الماصاوية، التي أشكرها على مساندتها لنا منذ بداية اللقاء حتى نهايته. نتيجة مهمة رغم كثرة الغيابات في صفوف الماص (حلحول، بامعمر، نوصير والدحماني). على العموم أشكر اللاعبين وكل من ساهم في هذا الانتصار، الذي سيعطي نفسا لفريق للبحث عن المراتب الأولى». شارل روسلي، مدرب الواف «المقابلة كانت عادية جدا، وكنا سباقين للتهديد. لعبنا بطريقة ممتازة خلال الشوط الأول. لكن مع بداية الشوط الثاني تلقينا هدفا عن طريق كرة ثابتة. كان علينا الخروج للبحث عن هدف التعادل، لكن الحكم حسم النتيجة عندما أعلن عن ضربة جزاء، لم يرها سواه. علينا العمل من أجل تحقيق انتصارين وتعادل وبالتالي الابتعاد عن شبح النزول». كواليس الديربي الفاسي غياب الجمهور طبع المكتب المسير لفريق المغرب الفاسي 10آلاف تذكرة لمقابلة الديربي الفاسي، إلا أن الجمهور الذي أدى مقابل الدخول لم يتعد 1200، قبل أن يرتفع العدد إلى 2500 متفرج. فأين فاس من ديربي زمان؟ غيابات المغرب الفاسي غاب عن الديربي الفاسي بالنسبة لفريق المغرب الفاسي أربعة عناصر أساسية، هي عبد الهادي حلحول، محمد علي بامعمر، عبد اللطيف نوصير والعميد رشيد الدحماني. فيما غاب عن الوداد الرياضي الفاسي، اللاعب محمد الجناتي، الذي كان وراء هدف الفوز في لقاء الواف أمام المغرب التطواني. منح مضاعفة للاعبي الماص في الوقت الذي دخل رئيس المغرب الفاسي، مروان بناني، لزيارة اللاعبين قبل انطلاق المقابلة، طلب منه اللاعبون مضاعفة المنحة في حالة تحقيق الفوز. وهو الطلب الذي لم يتردد في قبوله، حيث وافق على الفور على رفع المنحة من 4000 درهم إلى 8000درهم. هذا، في الوقت الذي مازالت عناصر الوداد الرياضي الفاسي تنتظر مستحقاتها من المنح، والتي بلغت 15منحة مازالت في ذمة المكتب المسير. تحكيم جيد قاد الحكم بولحواجب لقاء الديربي بيد من حديد، بل كانت لديه الشجاعة للإعلان عن ضربة جزاء قلما يتم الإعلان عنها من طرف كثير من الحكام المغاربة. العنصر النسوي حضر بكثرة الملاحظ في لقاءات المغرب الفاسي بالمركب الرياضي بفاس هو الحضور الجماهيري النسوي بأعداد كبيرة، وقد أصبح حضور النساء الفاسيات يتزايد، بفعل العمل الذي تقوم به جمعية المصاويات، التي أصبحت تستقطب كل مقابلة عناصر جديدة.