على هامش الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب في غضون الأسبوع الحالي، سيلتقي سعيد شبعتو، رئيس جمعية جهات المغرب بنظيره ألان روسي، رئيس جمعية جهات فرنسا، وذلك يوم الخميس 04 /04 / 2013 بالرباط، و سيتدارس الطرفان الكثير من القضايا ذات الارتباط الوثيق ببرامج التعاون المشترك ما بين الجمعيتين في إطار اللامركزية واللاتمركز، وكذا النهوض بأوراش التنمية المنسجمة والمستدامة. المؤتمر السادس سينكب على مناقشة ودراسة الظرفية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المتغيرات والتحولات، الإطار الدستوري الجديد، ومحاربة الفساد واقتصاد الريع والحكامة الجيدة، الحجم الذي يحتله القطاع التجاري في الاقتصاد الوطني، وأهميته اقتصادياً واجتماعياً. الحضور الاقتصادي والاجتماعي لفئة التجار والمهنيين والخدماتيين في المجتمع المغربي ودورها في التنشيط السياسي والمهني والتجاري والاقتصادي، وبالتالي دورها الأساسي في بناء دولة قوية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. الوضعية العامة للتجارة الداخلية: التشخيص، تنوع أنماط التجارة بين قطاع تقليدي مهيمن ومتجذر وقطاع عصري، الرهانات والتحديات، الاختلالات والإكراهات، لوبيات الاحتكار واقتصاد الريع والامتيازات، واقع التسيب وشرعنة اللاتنظيم في الممارسة المهنية، شيوع القطاعات الفوضوية غير المهيكلة، تجارة الأرصفة واحتلال الشوارع والمعارض العشوائية، أنواع الفساد التجاري والسلع المزيفة والمغشوشة والمهربة، ملف الضرائب والجبايات المحلية وآثارها على التجار والمهنيين، الملف الاجتماعي: (التغطية الاجتماعية، التأمين الصحي، الحق في التقاعد والمعاش، الحق في السكن الاجتماعي). صندوق المقاصة: يتطلب الإصلاح والمراجعة في تدبيره ودوره الحيوي في ضمان التموين واستقرار الأسعار في المواد الأساسية وحماية المستهلكين، من الزيادات في الأسعار. الجميع يجب أن يشارك في إصلاح هذا الصندوق وليس الحكومة وحدها وراء الأبواب المغلقة في وجه الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والسياسيين. كل هذه النقط يمسها نقاش المؤتمرات والمؤتمرين ودراستهم المعمقة لمختلف هذه الملفات، وذلك من أجل بلورة رؤى واضحة ومطالب مشروعة تتضمنها المذكرة المطلبية التي ستصدر عن المؤتمر، وكذلك البيان العام، بالإضافة إلى انتخاب الأجهزة التقريرية والتنفيذية ورئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين للفترة المقبلة. النقابة الوطنية للتجار والمهنيين إطار تقدمي يمثل وينظم ممارسي التجارة والمهن الحرفية والخدماتية، ويدافع عن مصالحهم المهنية. تأسس هذا الإطار النقابي سنة 1978 بموازاة مع تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وذلك تحت اسم: »النقابة الوطنية للتجار الصغار والمتوسطين«، حيث كان عند تأسيسه يمثل التجار الصغار والمتوسطين فقط، قبل أن تتطور تنظيماته على مدار 35 سنة، عمر هذا الإطار النقابي، حيث شهدت مؤتمراته الخمسة الماضية تعديلات على قانونه الأساسي، حتى أضحى يحمل اسم »النقابة الوطنية للتجار والمهنيين«، مما فسح المجال لمختلف المهن التجارية والخدماتية والحرفية بالتنظيم في إطارها. شارك هذا الإطار النقابي التقدمي في مختلف المعارك الاجتماعية والسياسية التي شهدها المغرب على مر عقود من الزمن. فقد كانت النقابة حليفا استراتيجيا للطبقة العاملة وعموم الطبقات الشعبية المحرومة التي كانت تناضل ضد الظلم والاستبداد وهضم حقوق المواطنين، كانت لها وقفات بطولية في كل المعارك الاجتماعية التي كانت قمتها سنة 1981 و 1990، حيث أدى رجالها ضريبة غالية بسبب نضالاتهم المستمرة، ويكفي أن أشير فقط إلى تلاحم الطبقة العاملة والتجار والمهنيين في أداء هذه الضريبة النضالية، عندما سجن عدد كبير من النقابيين بقيادة مولاي عبد الله المستغفر، الله يرحمه، ومحمد نوبير الأموي «الله يطول عمرو»، عندما سجنوا بعد إضرابات 1981 ولم يغادروا السجن إلا بعدما أصيبوا بأمراض مزمنة كانت قاتلة لبعضهم ومازال البعض الآخر يقاومها الى اليوم. ولم يكن صدفة تزامن تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والنقابة الوطنية للتجار والمهنيين في سنة 1978، بل جاء ذلك، بعد تراكمات نضالية سياسية ونقابية مشتركة امتدت جذورها إلى أيام المقاومة وجيش التحرير قبل الاستقلال، وبعد الاستقلال. فقد كان التجار والمهنيون من الآليات الفاعلة في مقاومة الاستعمار وتحرير الوطن وبعد الاستقلال، النضال من أجل بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات، ومازال هذا النضال مستمراً رغم اختلاف الآليات. فئات التجار والمهنيين مازالت تعاني من الحيف والتهميش الممنهج وهضم الحقوق ولامبالاة المسؤولين الاداريين والمنتخبين بما يعيشه قطاع التجارة الداخلية والعاملون به، مما يهده بالإفلاس التام ودفع العاملين فيه إلى »عالم« البطالة والنسيان. نأمل أن تسفر أشغال المؤتمر الوطني السادس عن قرارات وتوصيات وتغيير يلبي طموحات مناضليها، وبالتالي إفراز آليات تنظيمية متجددة وقوية تضمن الاستمرارية وتؤكد المكتسبات وتتطلع إلى المستقبل، نداء لشبابنا وأطرنا ومناضلينا ومدعمينا من القوى التقدمية وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ندعوهم للمساندة والمساهمة في إنجاح المؤتمر، والله ولي التوفيق.