هل التوحد مرض واحد أم هو أنواع ؟ التوحد مرض بأنواع متعددة، ويعد «كانير» هو النوع المعروف والأكثر انتشارا ، والذي يعد تشخيصه سهلا مقارنة ب «اسبرجير» و «مالير» ، اللذين يعد تشخيصهما صعبا، الامر الذي يكون متأخرا ما بين سنتين و 3 سنوات، فضلا عن أنواع أخرى غير معروفة. هل للتوحد أسباب، وكيف يتم التشخيص؟ التوحد مرض لايُعرَف سببٌ محدد له بشكل قطعي ومتعارف عليه علميا وطبيا، والتشخيص يكون اكلينيكيا، وليس كما يقوم البعض من خلال الدفع بإجراء فصحوصات مثل «السكانير» وعدد من التحاليل المخبرية، التي تدخل المريض وذويه في دوامة أخرى وتتسبب لهم في مشاكل مادية قد لاتكون في متناول الجميع. لماذا هذه الصعوبة في التشخيص؟ لأنه لايمنح الوقت المناسب للمريض، علما بأن التشخيص هو المرحلة المهمة في الطب، بالإضافة إلى أن التكوين في مجال الطب العام لايشمل موضوع التوحد، علما بأن الطبيب العام هو الموجه نحو التخصص. هل هناك علاج للتوحد؟ هناك علاج لبعض الأعراض التي تكون لدى الشخص التوحدي، كضرب اليد مثلا، والكلام المتكرر الذي قد يكون في حالات عديدة غير مفهوم، والعدوانية، قلة النوم، هذه السلوكات التي تؤثر في المريض كما تؤثر في محيطه، وبالتالي ارتأى بعض الأطباء وصف علاجات تهم هذه الأعراض هي عبارة عن مهدئات، ومواد تتضمن المغنسيوم في تركيبتها ...، كما تبين أن نوعية الغذاء تلعب دورا هاما كذلك، إذ يجب إزالة الحليب والشكولاتة بصفة نهائية من قائمة الأطعمة التي تقدم للتوحدي، ومنحه أطعمة لمواجهة الرواسب «الكالكير» ... هل للتتبع النفسي دور في تأهيل التوحديين ؟ التتبع النفسي هو غير ذي أهمية بالنسبة للمصاب بالتوحد، لكن التقييم النفسي يعد أمرا ضروريا، ويبقى إدماج الطفل في محيط معد لاستقباله ويمنح له فرصة التتبع التربوي، هو العنصر الأساسي. هل فعلا التوحدي يعاني من نقص في القدرات العقلية، كما يعتقد البعض ؟ يجب أن نعلم بأن المصاب بالتوحد ينظر للعالم بطريقة مغايرة، والتوحديون لهم مستويات مختلفة من درجات الذكاء، ولكل توحدي خاصيته في هذا الباب، كما أنهم مبدعون في مجال من المجالات، كالرياضيات، الموسيقى ...، على سبيل المثال لا الحصر، وما يجب هو تنمية هذه القدرات الخاصة لكل واحد على حدة والتي تفوق قدرات الإنسان العادي أحيانا كثيرة، والتاريخ حافل بنماذج لشخصيات وعباقرة كانوا توحديين. كيف هي وضعية التوحديين في المغرب؟ للأسف ليس هناك إحصائيات عن مرض التوحد وعن المرضى المصابين به. التوحدي يجد نفسه في دوامة ما بين الأطباء وحتى مجالات الشعوذة والدجل، وبين بعض الجمعيات التي تسعى جاهدة لتقديم خدماتها في هذا الباب، وبالتالي فإن المسؤولية ملقاة على عاتق الدولة وأجهزتها الوصية، ولجمعيات المجتمع المدني دور محوري كذلك في هذا الباب، لأن التوحديين يمكن إنقاذهم ويمكن أن يشكلوا قيمة مضافة للمجتمع من خلال تقديم خدمات مفيدة، لا أن يكونوا عالة عليه، وهنا يجب على المسؤولين والفاعلين والمحسنين ، كل من زاويته، الانخراط في عمل جماعي لإنقاذ هذه الفئة من المجتمع حتى يتسنى إدماجها وتأهيلها في الحياة اليومية العادية والطبيعية. اختصاصي في أمراض الطفل والرضع والتوحد