يبدو أن المشاركة في ماراطون الرمال بالجنوب المغربي لم يعد مقتصرا على مضمار المنافسة الرياضية ورفع تحدي إنهاء مختلف مراحل أصعب ماراطون في العالم، بل أضحى فرصة ذهبية لتحقيق أهداف إنسانية من خلال جمع التبرعات لفائدة منظمات خيرية في مناطق مختلفة من العالم، أو على الأقل في بريطانيا حسب ما يؤكده توجه ثلاث شخصيات بريطانية تنتمي إلى العالم العسكري، المالي والإعلامي. سيمون برايد (40 سنة)، النجم الإذاعي في القسم الرياضي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قرر مغادرة استوديوهات التعليق والتحليل في نيوكاستل ومعانقة رمال الصحراء المغربية، واضعا نصب عينيه جمع التبرعات لفائدة جمعية مرضى الزهايمر في بريطانيا. ولقد كتب في إحدى تغريداته على موقع «تويتر»: «أنا أدرك تأثير مرض الزهايمر، ليس على المرضى فحسب، بل حتى على أسرهم وأحبابهم. وهذا المرض يصيب في الوقت الراهن 800 ألف شخص في المملكة المتحدة، ومع تقدم الساكنة البريطانية في السن، فلا شك أن معدلات الإصابة ستتزايد». أما « كيني دالغليش» (31 سنة)، الضابط في البحرية الملكية البريطانية، فقد قرر بدوره خوض غمار ماراطون الرمال لرفع تحدي مرض سرطان الخصية الذي كان يعاني منه وإثبات شفائه الكلي منه وكذا لتوعية بخطورة هذا المرض. وستكون مشاركة دالغليش في ماراطون الرمال فرصة مناسبة لجمع التبرعات لفائدة مؤسسة خيرية بريطانية تعنى بالأشخاص المصابين بسرطان الخصية، كما سيستغل الأيام الستة التي سيقضيها بين كثبان الصحراء المغربية للتعريف بالمرض وخطورته. وجاء في إحدى تصريحاته لوسائل الإعلام البريطانية أنه اكتشف إصابته بالسرطان سنة 2011، وتمكن من علاجه، ويسعى في الوقت الراهن لتوعية الناس بخطورة المرض وبأهمية اكتشافه في وقت مبكر للرفع من نسبة نجاح العلاج، ويضيف أنه يكفيه أن يسمع أشخاص آخرون بحالته ويسارعوا بإجراء الفحوصات اللازمة قبل فوات الأوان. ومن جانبه، كان بارني كيي (39 سنة)، المدير الإقليمي لأكبر منظمة للمزارعين في بريطانيا (NFU)، قد أعلن مشاركته في ماراطون الرمال بهدف جمع التبرعات لفائدة إحدى المؤسسات الخيرية. وذكرت تقارير إخبارية بريطانية، أن بارني كيي سيستغل مشاركته في الماراطون المغربي لجمع التبرعات لمؤسسة «فارم أفريكا» الخيرية، والتي تسخر مجهوداتها للتصدي لمظاهر المجاعة في شرق القارة الإفريقية، من خلال التشجيع على اعتماد طرق الزراعة المستدامة. وسيضطر المشاركون في ماراطون الرمال لقطع مسافة 250 كلم في ظرف ستة أيام في ظروف صعبة، حيث من المتوقع ألا تقل درجة الحرارة عن 50 درجة. ومما سيصعب مهمة المشاركين حملهم حقيبة تحوي حاجياتهم من الأكل والشراب وغطاء النوم.