اختيار الطريق السيار من طرف شريحة مهمة من المواطنين على امتداد ربوع المملكة، مع مايعنيه ذلك من تأدية مصاريف مادية إضافية من أجل التنقل أو السفر، لايكون أمرا اعتباطيا أو ارتجاليا، غايته خوض تجربة السفر عبر «الاوطوروت»، وإنما نتيجة لعوامل متعددة، أبرزها نظريا ربح الوقت، توفر عنصر الأمن والأمان، وتفادي عدد من إشكالات السير والجولان والمتناقضات في هذا الباب التي تحبل بها الطرق الوطنية ... دوافع قد لاتترجمها على ارض الواقع وضعية بعض محاور الطرق السيارة، وقد تتحول إلى نقمة عوض ما قد يعتبره مستعملوها نعمة، سيما أنها قد تشكل منعطفا في حياتهم نتيجة لتوفر عوامل قد تتسبب لبعضهم في حوادث قد تحد الالطاف الربانية والعناية الإلهية من تداعياتها، وقد تكون عواقبها وخيمة؟ وضعية أكدتها وبالملموس حادثة سير تعرضت لها عائلة «ف.ر» من مدينة الدارالبيضاء، هذه الأسرة التي تقطن بحي مولاي عبد الله، والتي اختار ربها الطريق السيار للعودة من مدينة الجديدة بتاريخ 3 فبراير الفارط، معتقدا بأن رحلتهم ستكون عادية فإذا بهم يعيشون أجواء استثنائية، تسببت لهم في تداعيات نفسية مرعبة، نتيجة للحظات عاشوها ظلت خلالها أوصال جميع من تواجدوا بالسيارة من زوجة وأبناء، ترتعد لهول صدمتها، ففي الوقت الذي كان فيه الأب يدوس دواسة البنزين، وفقا للسرعة المسموح بها في الطريق السيار، إذا بكلب ضال يخرج مهرولا على حين غرة مقتحما الطريق السيار، مما أدى إلى الاصطدام به متسببا في خسائر مادية متعددة للسيارة، وكان من الممكن لو لم يكن السائق متمرسا وذا تجربة في القيادة، أن تكون الخسائر كارثية وأفدح، سيما إذا ما لم يتم التحكم في السيارة، او حاول السائق تفادي الاصطدام! وقع الحادثة غير المتوقع على نفسية «ف.ر» وأسرته، دفعه إلى التوجه بعد ذلك صوب مكتب الطريق السيار القريب والمتواجد بمحطة الخروج ليساسفة، من أجل تسجيل شكاية حول ما اعتبره إهمالا وتقصيرا في وضع حواجز تحول دون عبور الحيوانات بمختلف أنواعها، والتي قد لاتقف عند حدود الكلاب وإنما قد تتعداها إلى الحمير والبغال ... وغيرها، معربا عن تخوفه من حوادث مماثلة قد لاتودي بحياة مواطنين قد يصنفون ضمن خانة «المواطنين العاديين»، وإنما قد يطال الأمر مسؤولين مهمين، وشخصيات لها حضورها في المجتمع المغربي، قد يكون فقدانها أو إصابتها بعواقب بهذا الشكل من ضروب «الشمتة»؟ شكاية لم تجد في البداية صداها لدى المستخدم بالمكتب المذكور، الذي واجه المشتكي بابتسامة تهكمية عريضة، وفقا لتصريح المتضرر، قبل أن يتراجع لاستقبال الشكاية مكتوبة، دون تسليم أي نسخة موقعة تفيد بالتوصل، إلا أن الادارة ستتفاعل بالفعل مع الشكاية، كتابة فقط، إذ توصل المشتكي عبر بريده الالكتروني بجواب كتابي على بعد 10 أيام موقع من طرف المدير العام الفاسي الفهري، الذي أوضح بأن الشركة تقوم بواجباتها في هذا الصدد رغم الاكراهات البشرية واللوجستيكية، مضيفا بأن المسؤولية يتحملها صاحب الحيوان، وبالتالي فإن الطرق السيارة بالمغرب لاتعتبر نفسها مسؤولة حيال هذا الأمر!