بعد إعفائه من الدور التمهيدي، دخل فريق الجيش الملكي غمار مباريات كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) بمواجهة فريق النصر الليبي، المتأهل في الدور التمهيدي على حساب الخرطوم السوداني. المباراة التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله بالرباط، مساء يوم السبت، انتهت بانتصار صغير للفريق العسكري بهدف يتيم، وقعه اللاعب جنيد في الدقيقة 73، بعدأن أفلت حارس النصر الليبي كرة سددها اللاعب أنور بقوة. فريق الجيش الملكي، الذي كان مسنودا بجماهيره، والتي حجت بكثافة، وأثثت المدرجات بأكثر من «تيفو»، وطالبت الفريق العسكري باكتساح إفريقيا (كرويا بطبيعة الحال)، كانت مساندا قويا، إذ لم تتوقف عن التشجيع، ولم تنقلب على الفريق بالرغم من الفرص الضائعة الكثيرة، واللعب بطريقة لم تكن ناجحة في الشوط الأول من المباراة، خاصة وأن عبد الرزاق خيري، مدرب الفريق العسكري، كانت لها اختيارات حار المتتبعون في إيجاد تفسير لها. المدرب خيري، ترك كلا من أمين البقالي وصلاح الدين عقال في دكة الاحتياط، بالرغم من كونهما القوة الضاربة في صفوف الفريق العسكري. إضافة إلى ذلك جارى عبد الرزاق خيري فريق النصر الليبي في طريقة لعبه، واعتمد على الكرات العرضية والعالية، الشيء الذي جعل لاعبيه يخسرون النزالات الفردية داخل مربع العمليات نظرا لقصر القامات، مقارنة مع لاعبي فريق النصر الليبي. هذا النهج أفقد لاعبي الفريق العسكري القدرة على مفاجأة دفاع النصر الليبي بالتوغلات السريعة لكل من القديوي، وعقال، كما أن بقاء العلاوي في دكة الاحتياط أفقد الفريق رأس حربة له من المقومات البدنية والتقنية مايجعله قادرا على خلق المتاعب لدفاع النصر الليبي، الذي كان يعتمد على دفاع المنطقة والتكدس في وسط الميدان. وحتى يخنق تحركات لاعبي الجيش الملكي اعتمد على الحراسة الفردية اللصيقة. هذا النهج أعطاه القدرة على إحباط كل العمليات الهجومية في وسط الميدان. وحتى يحافظ على طراوته البدنية كان لايقوم بالمرتدات الهجومية. فعالية الهجوم العسكري تجلت في هدفين رفضهما الحكم الكاميروني محادو ماسولي. حيث رفض الهدف الأول المرفوض بعدما لمست الكرة يد هشام الفاتحي قبل أن تعانق الشباك، والهدف الثاني المرفوض كان من توقيع اللاعب حمال، لكن الحكم كان أعلن عن ضربة خطأ لصالح النصر الليبي. بعد الهدفين المرفوضين، وقبلهما كان العقم الهجومي القاتل. هذا العقم دفع بالمدرب خيري إلى إشراك العلاوي محل القديوي، وأنور مكان هشام الفاتحي وصلاح الدين عقال بدل العلودي. وبدخول هذا الثلاثي بدأت خطورة الهجوم العسكري تتأكد، وبدأ غزو مربع النصر يقلق المدرب ناصر الخضيري كما بدأ لاعبو فريق الجيش الملكي يعتمدون على التسديد من بعيد. قلق الخضيري تأكد بعد تسجيل الهدف الوحيد في الدقيقة 73 ، وبعد طرده من طرف الحكم الكاميروني. هدف الجيش الملكي غير من نهج لعب النصر الليبي، الذي تحول من مدافع إلى مهاجم، كما أصبح أكثر خطورة في المرتدات، التي كان يتفوق فيها وكادت إحداها أن تكون قاتلة في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عندما ضيع جنيد فرصة تسجيل هدف ثان، وبنفس طريقة الهدف الأول، لكن التسرع ضيع عليه تقوية حظوظ فريقه بهدفين. انتصار الفريق العسكري بهدف واحد سيجعل المهمة صعبة أمام فريق قوي وعنيد. فريق لم يؤثر عليه توقف البطولة لسنتين، لأنه يلعب كرة تعتمد على السرعة والقوة البدنية، كما يعرف لاعبوه كيف يقلصون مساحة المناورة أمام خصومهم.