ووري يوم السبت 9 مارس الجاري الثرى بمقبرة الغفران بالدارالبيضاء، جثمان الأستاذ والمناضل محمد هاب عن عمر يناهز 65 سنة، مخلفا صدمة عميقة في نفوس أفراد أسرته وكل من عاشروه أو عرفوه سواء من قريب أو من بعيد. الفقيد الذي رأى النور سنة 1948 ، والذي انخرط في العمل السياسي سنة 1964 في الحزب الشيوعي المغربي وكان من أبرز كوادر شبيبة الحزب التي ساهمت في خلق أنوية تلاميذية داخل ثانوية محمد الخامس بالدارالبيضاء، وهو الذي لعب دورا هاما وميدانيا إلى جانب مناضلين آخرين في تفجير انتفاضة 23 مارس 1965 بالدارالبيضاء. الراحل وبعد نكسة 1967 وقيام ثورة الطلاب في فرنسا والثورة الثقافية في الصين، انخرط في حركة اليسار الجديد داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث انتخب رئيسا لفيدرالية المشرق العربي سنة 1970 ، وتحمل مسؤولية السكرتير العام لاتحاد الطلبة الأفارقة، وكان عضو قياديا في اتحاد الطلبة العرب، وخلال دراسته بجامعة الكويت (قسم اللغة العربية من سنة 1970 إلى 1976 حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي)، ربط الفقيد علاقات متينة مع جميع الحركات الثورية واليسارية في المشرق العربي وأوربا، إذ اشتغل داخل منظمة التحرير الفلسطينية وربطته علاقات نضالية وثيقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب البعث الاشتراكي، والجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي والجبهة القومية باليمن، التي كانت تقود نظام اليمن الجنوبي الماركسي والحزب الشيوعي الفرنسي، وكانت له علاقات صداقة مع جورج حبش، ونايف حواتمة، وياسر عبد ربه، وعبد الفتاح إسماعيل. وكان الفقيد ضمن مجموعة الطلبة المغاربة الذين احتلوا سفارة المغرب في الكويت احتجاجا على المحاكمات التي طالت مناضلي أحداث 3 مارس 1973 وصدر قرار باعتقاله فور دخوله للمغرب، مما اضطر الفقيد إلى البقاء بدولة الكويت لإتمام دراسته. وبعد دخوله إلى المغرب سنة 1976 تعرض المرحوم محمد هاب للمضايقات والمتابعات الأمنية، وانخرط في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد فترة قصيرة بمنظمة 23 مارس الماركسية، حيث ساهم في جميع المعارك النضالية الجماهيرية التي خاضها الحزب سنة 1979 و1981 وفي المعارك الانتخابية، وساهم كذلك في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1978 ، وكان فاعلا في المعارك النقابية التي خاضتها النقابة الوطنية للتعليم. وبعد تأسيس الفيدرالية الديمقراطية للشغل، كان من ضمن المناضلين النقابيين الذين ساهموا في تأسيسها سنة 2003. مصاب جلل ذلك الذي ألمّ بالأسرة الاتحادية على إثر رحيل الفقيد، حيث تتقدم الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي بالدارالبيضاء بمعية كل الاتحاديات والاتحاديين، ومناضلي فرع عين الشق على وجه التحديد، بالإضافة إلى عضوات وأعضاء الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، بأحر التعازي القلبية وأصدق المواساة إلى أسرة الراحل وفي مقدمتهم زوجته الفاضلة السيدة جميلة، وإلى الأخ حسام هاب الكاتب الإقليمي للقطاع الطلابي بجهة الدارالبيضاء الكبرى وكاتب فرع الشبيبة الاتحادية بعين الشق والفاعل ضمن تنظيمات الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، وإلى ابنتي المرحوم فدوى ورضوى، وكل أفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة، راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح الجنان، وأن يلهم ذويه وكل من خلف فقدانه في نفسه أثرا عميقا الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.