أجلت المحكمة الابتدائية بالناظور في جلسة يوم الثلاثاء 12 مارس الجاري، إصدار حكم قضائي في ملف ما يسمى ب» معتقلي 2 مارس» إلى جلسة الثلاثاء 19 مارس الجاري، في حين تم تمتيعهم بالسراح المؤقت. وحضرت جلسة يوم الثلاثاء، شخصيات سياسية بالجهة الشرقية، فيما كانت هيئة دفاع المعتقلين عن هيئة وجدة، متشبثة بملتمس السراح المؤقت، معتبرة أن من شأن أمر الاعتقال أن يؤدي إلى احتقان الأوضاع بالجهة الشرقية، في حين آزر المعتقلين ما يزيد عن 35 محاميا ممثلين عن جمعيات حقوقية وأحزاب سياسية، ومجلس دعم حركة 20 فبراير. وجرت أطوار المحاكمة في جو نضالي، إذ قام الحاضرون برفع شارة النصر طيلة جلسة الصباح في وجه المعتقلين، الذين بدورهم بادلوهم نفس التحايا، مع ترديد شعارات تدعو إلى «الانتصار»، فيما رفعت هيئة الحكم الجلسة للتداول في ملتمس هيئة الدفاع. وفي الوقت الذي كانت النيابة العامة تتداول في الملف، نظم المئات من المواطنين وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بالناظور، مرددين شعارات منددة بعملية الاعتقال التي طالت المعتقلين، ومطالبة بإطلاق سراحهم، فيما بتت النيابة العامة في جلسة المساء في ملتمس هيئة الدفاع القاضي بتمتيع المعتقلين بالسراح المؤقت. وعبر الحاضرون في الجلسة عن فرحتهم بخصوص القرار الصادر عن هيئة الحكم، مما جعل العديد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والجمعوية، تتجه نحو السجن المدني بالناظور الذي كان يتواجد فيه المعتقلون السبعة قيد الاعتقال الاحتياطي. وفي حدود الساعة السادسة والنصف، تم الإفراج عن المعتقلين ليستقبلهم الحاضرون ب شعار « تحية نضالية لمعتقل القضية»، في جو من الروح الأخوية، التي عبرت عن مدى ارتباط أبناء مدينة زايو ببعضهم البعض، وتشكيلهم للحمة واحدة خاصة مع المعتقلين السبعة، في حين كانت الحساسيات السياسية على وشك الدخول في تطاحنات، مع شأنها أن تؤدي إلى تفجير ملفات ساخنة، وتعمل على تأجيج الأوضاع. وفور وصول المطلق سراحهم مقر «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل»، تم استقبالهم من طرف المئات من المواطنين، وسط زغاريد أمهات المعتقلين الذين كانوا منسجمين مع إيقاع الشعار المرفوع « أم المعتقل زغردي كل الشباب أبناؤك». وسيتابع المعتقلون أمام النيابة العامة من اجل «اهانة موظفين عموميين أثناء القيام بمهامهم واستعمال العنف في حقهم، العصيان والتهديد، إهانة هيئة منظمة، التجمهر غير المرخص، مقاومة اعتقال أمرت به السلطة العامة، إلحاق الضرر بمنقول الغير، إحداث اضطراب من شأنه المساس والوقار بالمسجد» كل وفق المنسوب إليه. وذكرت مصادر من لجنة متابعة معتقلي 2 مارس، أن الشبان اعتقلوا بعد اندلاع مواجهات الاثنين مع قوات الأمن التي تدخلت بعنف ضد ناشطين حقوقيين كانوا يستفسرون في مفوضية شرطة المدينة عن مكان اعتقال شاب. وتجدر الإشارة إلى أن عملية الاعتقال جرت صباح يوم السبت 2 مارس في حدود الساعة التاسعة صباحا، لتتوقف عند حدود الثالثة بعد الزوال بمدينة زايو، فيما شهدت المدينة إنزالا امنيا مكثفا للقوات العمومية، وصل حد تعنيف حقوقيين وصحافيين ومواطنين، فيما كان رئيس المنطقة الأمنية بالناظور قد أخل بالالتزام الذي قطعه مع لجنة المتابعة بخصوص الاجتماع الذي جمعهم بزايو، على أساس زيارة المعتقلين من طرف عضوين عن اللجنة. وفور وصولهم إلى الناظور بعد قطع مسافة 40 كيلومترا، تم منعهم من الزيارة كون أن المعتقلين يخضعون للحراسة النظرية، وعائلاتهم تم إخبارها بخصوص الاعتقال.