شهدت الثانوية التأهيلية أولاد عمران احتجاجات عارمة مساء يوم الجمعة الماضي ومسيرات احتجاجية أمام كل من الثانوية التأهيلية أولاد عمران، وكذا مركز الدرك الملكي رافعين شعارات تندد بالانفلات الأمني الذي تعرفه منطقة أولاد عمران بشكل عام، وغياب الأمن بمحيط الثانوية التأهيلية بصفة خاصة حيث يتعرض كل من التلاميذ والأساتذة للاعتداء والإهانة من طرف غرباء عن المؤسسة. وحسب مصادر الجريدة، فإن القطرة التي أفاضت الكأس تلك التي شهدتها مباراة في دوري لكرة القدم احتضنته الثانوية التأهيلية صبيحة يوم الحادث ، حيث تعرض تلميذ لكسر أثناء المباراة على مستوى رجله، وظل على إثر ذلك يئن من شدة الألم مع تأخر سيارة الإسعاف في نقل المصاب إلى المستشفى قصد تلقي العلاج رغم الاتصال والإجراءات الإدارية التي اتخذت حينها في الشأن . وقد زاد في اشتعال شرارة الاحتقان، الصراع الذي نشب بالقرب من المؤسسة بين تلميذ تعرض للاعتداء من طرف أحد الغرباء عن المؤسسة، هذا الأخير لقي مساندة من بعض أفراد عائلته مستعينين في الاعتداء بالسلاح الأبيض والهراوات، وذلك أمام مرأى ومسمع عناصر الدرك الملكي وقائد المنطقة الأمر الذي زرع الخوف و الهلع بين صفوف التلاميذ وشعورهم ب « الحكرة « خصوصا وأن عناصر الدرك الملكي ( حسب بعض الشهود ) قامت في أول الأمر بإلقاء القبض على المتهم ليتم الإفراج عنه بعدما تحركت الهواتف النقالة في الشأن . ومما زاد من حدة غضب التلاميذ كذلك علمهم بخبر إهمال المصاب حين وصوله إلى المستشفى الإقليميبسيدي بنور، حيث تم توجيهه كالعادة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة. وقد جاءت شعارات التلاميذ المحتجين تندد وتستنكر ما آلت إليه الأوضاع الأمنية من تسيب خطير يساهم في الهدر المدرسي، وكذا غياب العناية بالتلاميذ داخل المركز الصحي حيث يقابل التلاميذ بالإهمال والتهميش من طرف الطبيب الدائم الغياب . ونظرا لما شهدته الثانوية من احتجاجات، علمت الجريدة أن النائب الإقليميبسيدي بنور بادر إلى إرسال لجنة بحث وتقص لذات المؤسسة، حيث عقدت اجتماعا موسعا ضم ممثلي التلاميذ والأساتذة وأعضاء جمعية آباء وأولياء التلاميذ عبروا حينها عن غضبهم الشديد للهجمات التي يتعرضون لها من طرف غرباء عن المؤسسة غالبا ما يكونون مدججين بأسلحة بيضاء، يستعملونها لتهديد الفتيات والاعتداء عليهن دون أن يكون هناك أي رادع من طرف عناصر الدرك الملكي أو السلطة المحلية، بالإضافة إلى ما يعرفه المركز الصحي من تجاوزات وتهميش للتلاميذ، وعدم إيلائهم العناية الصحية اللازمة بهم ... وهي الأمور التي أكدها بعض الأساتذة، حيث صرحت إحدى الأستاذات بذات المؤسسة أنها لا تقوى على الخروج لقضاء حاجياتها نظرا لما تتعرض له من تهديدات رغم إخبار الدرك الملكي. من جهته أكد رئيس جمعية الآباء عبد الرحيم ثمين كون الهاجس الأمني أصبح مطروحا بشدة، وأن الآباء صاروا جد متخوفين على فلذات أكبادهم مما قد يلحقهم من أضرار نفسية ومادية وجسمانية، وأن جمعية الآباء قد سبق ووضعت شكاية في الموضوع لدى كل من قيادة أولاد عمران وكذا سرية الدرك الملكي (الشكاية تتوفر الجريدة على نسخة منها ) مؤرخة بتاريخ 27 دجنبر 2012 في موضوع الأوضاع الأمنية بالثانوية التأهيلية أولاد عمران، مفادها « ... تبعا للموضوع المشار إليه أعلاه نرفع إلى علم سيادتكم أن الثانوية التأهيلية أولاد عمران بمركز أولاد عمران ، تعرف ظاهرة خطيرة تتمثل في انتشار ملحوظ لعدد كبير من المنحرفين، بعضهم من ذوي السوابق العدلية يتحرشون بتلميذات المؤسسة بشكل فاضح و سافر وعنيف أمام باب المؤسسة وحول محيطها، ومنهم من يضبط داخل المؤسسة متأبطا محفظة مستعارة للتمويه على الحراس، مما يشكل خطرا على حياة التلاميذ والأساتذة على حد سواء، خاصة وأن غالبيتهم تخفي أسلحة بيضاء تخرجها إن لزم الأمر . وتزداد هذه الظاهرة خطورة في هذا الفصل من السنة نظرا لقصر النهار، حيث ينتشر الظلام قبل الساعة السادسة مساء مما يساعد هؤلاء المنحرفين على الاعتداء على التلميذات تحت جنح الظلام. وغير خاف عن سيادتكم أن مركز أولاد عمران والدواوير المجاورة يعد وسطا قرويا محافظا، وأن عدم العمل على محاربة هذه الظاهرة قد يؤدي إما إلى وقوع أحداث خطيرة دفاعا عن الشرف قد تزهق فيها أرواح، أو يؤدي إلى اضطرار الأسر إلى إجبار بناتهن على الانقطاع عن الدراسة خوفا على أعراضهم . ومن أجل تجنب وقوع ذلك، نطلب من سيادتكم التدخل العاجل عن طريق نشر دوريات من الدرك الملكي بباب المؤسسة و ذلك للحد من استفحال هذه الظاهرة الخبيثة. ...» وقد علمت الجريدة من مصادر مطلعة كون لجنة نيابية قد حملت تقريرا في الشأن إلى عامل إقليمسيدي بنور وباقي الجهات المعنية، قصد التدخل لحماية التلاميذ والأساتذة من الاعتداء والاهانة الحاطة بالكرامة، خصوصا وأن الجماعة تفتقر إلى فضاءات يمكن للشباب العاطل وغيره أن يفجر طاقاته هناك.