مرة أخرى، وهي المرة الرابعة، يتوقف تصوير مسلسل «شوك السدرة» لمدة شهرين وما يزيد، حسب مخرجه وكاتب نصه، مغربيا ( تبييء) شفيق السحيمي، والمقتبس عن رواية «البؤساء»، وذلك بعدما تم إنجاز حوالي ( 40 بالمائة ) من مشروع العمل (المسلسل ) المغربي التاريخي الذي يتشكل من ستين حلقة، وهو الأول من نوعه على هذا المستوى، الذي يصور لفائدة قناة «الأولى»، إذ يحكي عن المراحل التاريخية والمواقف التي عاشتها المقاومة المغربية، بدءا من قبائل أيت عطا، أي منذ الاحتلال الفرنسي سنة 1933 إلى غاية الاستقلال سنة 1956 . هذا العمل التلفزيوني الكبير الذي لقي صعوبات في التصوير والإعداد، والإنجاز، من طرف مسؤولي الشركة الوطنية للتلفزة المغربية، أوكلت بتنفيذ إنتاجه لشركة «فيديو ميديا»، الذي صرح مالكها للمخرج شفيق السحيمي، بالعبارة «ما عنديش الفلوس» حسب السحيمي. وحين اتصل شفيق السحيمي بالمصالح المعنية لدى قناة «الأولى»، أجاب أحدهم بأن الشركة الوطنية سترفع دعوى قضائية ضد شركة الإنتاج إذا لم توف بالتزاماتها، في حين صرح مسوول آخر بدار البريهي للمخرج شفيق السحيمي- كما قال - «بالواضح لم نوقع معك أي عقد، دعنا والشركة المعنية.» على هذا الأساس يقول السحيمي في تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي.. ستبقى الأمور على ما عليها، ويتوقف التصوير، و«تتوقف الحركة» لدى العديد من الأسماء الفنية التي مازالت ملتزمة بالعمل في هذا المشروع الفني الكبير، والذي يعرف حضور 404 من الممثلين والممثلات إلى جانب 1500 فرد من الكومبارس، اشتغل بعضهم في ديكور خاص مميز تم إنجازه بضواحي ميدلت، وهو الديكور .. الذي سبق ل«الاتحاد الاشتراكي» أن شاهدته من خلال القيام بزيارة ميدانية استطلاعية لمدينة ميدلت وضواحيها، ووقفت على عمليات التصوير الأولى لهذا المشروع التلفزيوني التاريخي المغربي بحضور ممثلين وتقنيين.. الأمر نفسه عرفته المرحلة التالية من التصوير من خلال إنجاز استوديو ثاني بمدينة ابن اسليمان وكذا بضواحي بوزنيقة الشاطئ، لكن يقول السحيمي العراقيل وعدم الاستجابة لمتطلبات الطاقم المسلسل للاشتغال في ظروف مناسبة ومهنية، من طرف الممول المنتج، وفي ظل غياب وانعدام السيولة..، ساهم كل ذلك في توقيف التصوير، وبالتالي عدم إتمام هذا المسلسل التاريخي في وقته المحدد.. وأوضح شفيق السحيمي أن لديه مستحقات من خلال شيك بحوزته قد منحه إياه صاحب شركة الإنتاج المذكورة، لكنه أبى أن يقدمه للبنك، كونه يعلم أن الحساب ليس برصيد مالي، وبالتالي لم يفكر في أن يؤذي صاحب الشركة احتراما له، لكن المصالح المختصة بالشركة الوطنية للتلفزة المغربية لم تحرك ساكنا، وكأن الامر لا يعنيها بخصوص إتمام وإنجاز هذا العمل، الذي سيساهم في رسم صور حية، وحقيقية، عن المغرب، وعن بطولات المناضلين والمقاومة المغربية التي دافعت عن أرض الوطن بكل ما أوتيت من قوة بأفكار نيرة وبروح وطنية. وختم السحيمي بتوجيه نداء، من منطلق روح المواطنة والوطنية إلى المسؤول الأول عن دار البريهي لإطلاق سراح هذا العمل.. كما وجه نداءه لوزيري الاتصال الثقافة لإيجاد حل نهائي لإنهاء هذا المشكل الذي يتفاقم مرة بعد أخرى...