أظهرت العديد من الدراسات الطبية على أن الموظفين/الاداريين وكل العاملين بالمكاتب، هم عرضة للإصابة بالعديد من الامراض، سيما منهم من يقضون ساعات طوال في العمل، وهي العلل التي تتسع دائرتها وتزداد حدتها إذا ما اقترنت هذه الاعمال المكتبية باستعمال الحاسوب. ومن بين الدراسات التي أجريت بهذا الخصوص، هناك دراسة بريطانية، وقفت عند التأثيرات السلبية للعمل الاداري الروتيني الذي يرفع من درجات الاصابة بالاكتئاب بعدد ساعات العمل، وأرجعت ذلك لعامل الضغط والايقاع السريع للحياة داخل هذه المكاتب، مقابل قلة الحركة وطول مدة الجلوس لأداء الاعمال الموكلة للمعنيين بالأمر. الأمراض المكتبية التي تصيب الموظفين الذين يجلسون لساعات طويلة وينهمكون في العمل لدرجة تفقدهم الشعور بالوقت، ولاتقف تداعياتها، بحسب متخصصين، عند الاصابة البدنية بل حتى النفسية، وتأثيرها كذلك على محيط المعني بالأمر. هذه الأمراض التي لايكون السبب فيها طول مدة الجلوس وإنما حتى شكله والكيفية التي يجلس بها الموظف/الاداري ...، في غياب أي نشاط رياضي معين، مما يسبب للجسم أضرارا جسيمة في غفلة من الانسان. ومن بين أشهر أمراض المكاتب، هناك التشوه والخشونة التي تصيب الفقرات العنقية السبع في العمود الفقري، الجلوس الخطأ واستعمال اليدين بشكل كبير والانكفاء على المكاتب خلال ضغط العمل، حيث لا يشعر الموظف بأن العضلات المحيطة بهذه الفقرات بدأت تأخذ أشكالاً غير سليمة من التوترات العصبية، ونتيجة لذلك يتم الضغط على الفقرات السبع مما يولد الألم الشديد، وأوجاع الرأس، وارتفاع ضغط الدم في بعض الأحيان، وضعف النظر، ويؤثر على أعصاب المعدة، الأمر الذي يؤدي الى الشعور بالألم فيها. وكل هذا يؤدي الى إرهاق شديد عام في جسم الموظف سرعان ما ينعكس على حالته النفسية ويؤدي الى شعوره إما بالقلق أو التوتر أو الاكتئاب. الأطباء والمتخصصون ينصحون العاملين بالمكاتب الادارية، بضرورة التقيد بمجموعة من النصائح والارشادات، التي من شأن اتباعها الوقاية من الإصابة من العديد من الامراض المكتبية، من بينها: 1 الجلوس بشكل صحيح الذي يعتبر أول خطوة للوقاية من أمراض المكاتب، بحيث لا يكون الكرسي عالياً أو منخفضاً، وتكون الطاولة/المكتب بمستوى الصدر، ولتعديل الجلسة يمكن استخدام الوسائد والمساند الطبية، مع عدم تجنب وضع الرجلين فوق بعضهما، وإنما يجب أن يكونان منبسطتين بحيث تكون الركبتان على حافة الكرسي. 2 عند استخدام الحاسوب يجب أن يكون مركز الشاشة على مستوى النظر بحيث يكون الرأس مستقيماً، لا مرتفعا ولا منخفضاً أكثر من اللازم. 3 يجب تفادي الجلوس لمدة تتجاوز الساعتين على المكتب، مع اتخاذ راحة تتمثل بالوقوف وتناول أوراق او أغراض، أو السير لمدة عشر دقائق ذهاباً وإياباً، حيث تساعد الحركة على تجديد الدورة الدموية. 4 ممارسة الرياضة خارج أوقات العمل تساعد كثيراً في تجنب أمراض المكاتب، والعظام والمفاصل بشكل عام، كما تحافظ على لياقة الجسم وتقيه من الامراض وعلى رأسها السمنة. وكان عدد من أطباء الأمراض الباطنية ، قد أكدوا على أن العمل لفترات طويلة جلوسا على مكتب من دون حراك، يسبب العديد من الأمراض والأعراض المزعجة، التي تتفاوت في شدتها من شخص الى آخر حسب طبيعة العمل نفسه. فالشخص الذي يتطلب عمله التركيز الذهني الشديد والقراءة، يشكو عادة من الصداع النصفي، وأعراض القولون العصبي، وألم في المعدة أسفل البطن وقلق، وبعض الموظفين يصابون بقرحة المعدة بسبب تعرضهم بشكل متكرر للضغط النفسي الذي يدفع البعض الى تناول أطعمة ذات تأثير حمضي وبشكل عشوائي، ظناً منهم أن مثل هذا الإجراء سيساعدهم على الراحة والهدوء، لكن مع الاهمال والاستمرار بنفس نمط وأسلوب العمل، يزداد الوضع سوءاً وتتخذ أشكال القلق والتوتر والضغط في العمل أمراضاً واضحة، مثل الخشونة في الفقرات العنقية بالرقبة، او التشوه في الجزء العلوي من العمود الفقري، وضعف قوة الإبصار والسمنة لمن يكثرون من تناول الأطعمة في فترة العمل وبين الوجبات الرئيسية، او امراض صامتة بأعراض مزعجة مثل القولون العصبي، والصداع بنوعيه النصفي والكامل، والاكتئاب. وفي السياق ذاته أشار بعض الاختصاصيين إلى أن الجلوس لساعات طويلة على المكتب، له كذلك تأثيراته السلبية التي تظهر على المدى البعيد، مثل الدوالي التي تؤدي إلى جلطة الأوعية الدموية في السيقان، إذ أنه من المتعارف عليه علميا بأن الشرايين تحمل الدم من القلب إلى الجسم والعروق تحمل الدم من الجسم إلى القلب، وعندما يهبط الدم إلى الساقين يكون من الصعب ضخ الدم إلى الأعلى، وخاصة ضد جاذبية الأرض في وضعيات الجلوس أو الوقوف، مما يؤدي إلى توقف أو بطء حركة الدم في الساقين الذي يؤدي إلى الإصابة بالدوالي أو الجلطة الدموية. كما أن استخدام الكرسي بشكل غير صحيح يؤذي الجالس فوقه، حيث يجب أن تكون طريقة الجلوس من خلال ملاصقة أسفل الظهر بالكرسي مباشرة، من غير ترك أي فراغ، إذ أن معظم الكراسي المكتبية فيها ديناميكية وخاصية لخفض القوام الصحيح للعمود الفقري، ولكن يتطلب من الجالس عدم ترك فراغ بين الظهر والكرسي للاستفادة من هذه الدينامكية. أيضا هناك طريقة بسيطة للتأكد الشخصي من صحة القوام عن طريق النظر من الجانب إلى الكتف والحوض، وإذا كانت الكتف على خط مستقيم وعمودي مقارنة بالحوض فبالإمكان التأكد من أن القوام صحيح، والعكس إذا تقدمت الكتف أو تأخرت بالمقارنة بالحوض.