لم يمر على فقدان مدينة أكَادير لعدة خطوط جوية مباشرة كانت تربط بينها وبين مدن أروبية إلا عدة شهور، حتى أعلنت مؤخرا شركة ريان إير الايرلندية عن تخليها عن وجهة أكَادير لتعوضها بوجهتي مراكش وفاس مع مضاعفة الرحلات نحو هاتين المدينتين التاريخيتين ذات الاستقطاب السياحي في السنوات الأخيرة. وقد خلف هذا التغيير المفاجئ لشركة ريان إير، استياء لدى المهنيين السياحيين بأكَادير، عبروا عنه في الرسالة التي بعث بها المجلس الجهوي للسياحة بأكَادير وجهة سوس ماسة درعة إلى وزير السياحة لاتخاذ الخطوات اللازمة مع شركة «ريان إير» للإبقاء على وجهة أكَادير ضمن برنامج رحلاتها الجوية. لكن ما خفف على معاناة المهنيين من تراجع الرحلات الجوية التي تعتمد عليها السياحة بأكَادير عموما، هو ما أعلنت عنه في هذه الأيام الشركة الروسية «بيكاس السياحية» من كونها ستضاعف من رحلاتها الجوية المباشرة من مدينتي موسكو وسانت بترسبورغ نحو أكَادير خلال فترة الصيف المقبل للرفع من عدد السياح الروس الذين يفدون بكثرة على عاصمة جهة سوس ماسة درعة. وحسب ما ورد في بلاغ المجلس الجهوي للسياحة بأكَادير وجهة سوس ماسة درعة ،فقد التزمت شركة «بيكاس السياحية» بالقيام بأربع رحلات في الأسبوع بمعدل رحلتين لكل مدينة، بدلا من رحلة واحدة، بحيث ستصل مقاعد موسكو إلى 230 سائحا في كل رحلة جوية بينما ستبلغ مقاعد سانت بترسبورغ 185سائحا،ليبلغ العدد الإجمالي للسياح الروس الذين سيفدون على مدينة أكَادير أسبوعيا بداية من شهر ماي المقبل حوالي 830 سائحا روسيا. هذا وسبق لوكالات الأسفار الروسية أن اختارت مدينة أكَادير كوجهة سياحية لها، حيث وقعت اتفاقية بروتوكول بينها وبين المجلس الجهوي للسياحة بأكَادير وجهة سوس ماسة درعة بالمعرض الدولي للسياحة بموسكو المنعقد ما بين 14و20مارس 2010،من أجل إيفاد السياح الروس إلى مدينة أكَادير والجهة لكن بشرط أن تفتح الخطوط الملكية المغربية الجوية خطوطا جوية مباشرة بين موسكو وأكَادير، بدلا من الخط الجوي العابر بالدار البيضاء غير أن طموح الطرفين في فتح خطوط مباشرة بين المدينتين لم يتحقق، نظرا لما تعيشه شركة الخطوط الملكية من إكراهات على مستوى الأسطول، وبقي المهنيون السياحيون بأكَادير يلحون في كل المناسبات ودورات المجلس الجهوي للسياحة بفتح خطوط مباشرة بين أكَادير وموسكو وعدة مدن أروبية لإنعاش سوق السياحة والتغلب على الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع على أكثر من مستوى.