لم ترق القمة الخضراء بين النادي القنيطري والرجاء البيضاوي، التي احتضنها الملعب البلدي بالقنيطرة عشية السبت الأخير، إلى طموحات الجماهير الغفيرة التي حضرت اللقاء. فرغم تباين المستوى، وخاصة الإمكانيات، فإن المقابلة ظلت متكافئة في كل شيء. فالفريق المحلي، الذي مازال يصارع من أجل الإفلات من المنطقة المكهربة، دخل المواجهة برغبة الحصول على النقاط الكاملة، حتى يتسنى له الهروب، ولو مؤقتا من ذيل سبورة الترتيب، وهذا ما جعله يفرض ضغطا مبكرا على دفاع الرجاء، في محاولة لزعزعة وإرباك زملاء بوخريص. وفعلا تمكن المحليون من ذلك واستطاعوا زيارة شباك الحارس خالد العسكري في حدود د14، بعد توغل للمهاجم توفيق إيجروتن من جهة اليمين، وأرسل كرة عرضية لزميله الكروي، الذي أودعها في الشباك الرجاوية أمام فرحة عارمة للجماهير المحلية، التي ملأت جنبات الملعب البلدي. الهدف القنيطري كان كالصفعة، التي أفاقت لاعبي المدرب امحمد فاخر، الذين حاولوا تدارك الفارق لكن زملاء العميد رشيد برواس كانوا بالمرصاد لكل المحاولات، بل أكثر من هذا كاد أشبال المدرب الكرواتي زوران أن يضاعفوا حصة التهديف، لولا السذاجة والتسرع، لتنتهي الجولة الأولى بتفوق مستحق للمحليين. ومع بداية الشوط الثاني، بدا الفريق البيضاوي أكثر تحكما في مجريات المقابلة، ساعده في ذلك التراجع المفاجئ للمحليين، الذين أرادوا - على ما يبدو - الحفاظ على سبقهم، مما جعلهم يتكدسون في الدفاع. فريق الرجاء، ذو الترسانة المجربة من اللاعبين، استغل هذه الحالة وواكب سلسلة من الهجمات أثمرت إحداها هدف التعادل في د54 برأسية بورزوق، بعد خروج خاطئ للحارس بيسطارة، الذي كان جيدا طيلة المقابلة، وكان له الفضل الكبير في نتيجة التعادل، التي حصل عليها النادي القنيطري أمام الرجاء البيضاوي، بحصة هدف لمثله. وعموما، فإن هذا اللقاء لم يعد للجماهير الحاضرة حلاوة اللقاءات، التي كانت دائما تميز المواجهات بين خضراء الغرب وخضراء الشاوية، ليبقى أهم حدث خلال هذه المبارة هو حمل شارات سوداء من طرف كافة الزملاء الصحافيين والمراسلين، في محاولة لإثارة انتباه رئيس الكاك ومكتبه، الذي يتصرف خارج منطق العصر عبر تقليص منافذ التواصل مع الإعلام، وذلك إيذانا بانتهاك الحق في الوصول إلى المعلومة، المكفول دستوريا وحقوقيا، وذلك بعد استنفاد كل مساعي تحسيس مكتب النادي القنيطري لكرة القدم بجدوى الحوار والتواصل. وقد ظهر جليا أن أحد اعضاء مكتب أنس البوعناني لم يفهم الإشارة الحضارية، التي أرسلها الصحافيون والمراسلون، مما جعله ينعتهم بالجهلة الذين يجب عليها أعادة التكوين، مما جعله يدخل في مواجهات مع كافة الإعلاميين، الذين حضروا المباراة، ولولا تدخل بعض الجهات لتهدئة الإعلاميين لكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه.