* أحمد بيضي تعرض شاب من ميدلت (هشام حيمي) لأبشع أساليب الإذلال والتنكيل على يد نائب لوكيل الملك بابتدائية ميدلت (س . ف)، حيث ما إن مثل الشاب أمامه حتى فاجأه بوابل من الصفع والشتم في مشهد أثار من كان حاضرا بالذهول والاندهاش، حتى من بعض أفراد الشرطة بالمدينة الذين رقت قلوبهم لحالة الشاب الذي أخذ في البكاء من شدة «الحكرة» والظلم. وبما أن الشاب، يعمل بورشة للمطالة بميدلت فقد حل «معلمه» بالمحكمة، مرفوقا بأحد إخوته، وتقدما إلى جناب السيد نائب الوكيل يلتمسان منه الصفح والعفو عن الشاب، ومعهما عناصر من الشرطة، الموقف الذي لم يكن متوقعا أن يؤجج في شعور صاحبنا المزيد من جنون الفرعونية، ولم يخجل من مد حذائه للشاب الضعيف، آمرا إياه بتقبيله وهو ساجد، الأمر الذي لم يجد في الشاب إلا الطاعة والإذعان وهو يسرع إلى تنفيذه، طمعا في الصفح والغفران، وكلما استقام الشاب يأمره الرجل بتكرار الفعل الحاط بالكرامة الإنسانية قبل إخلاء سبيله بعد «فاصل» من الترهيب النفسي. الشاب هشام حيمي الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين، يعمل كمستخدم بورشة مطالة بميدلت من أجل توفير بعض الدريهمات لسد قوت يومه له ولزوجته وطفلته الصغيرة، إلى حين عصر السبت الماضي 16 فبراير 2013، حيث كان كعادته منهمكا في إصلاح سيارة أحد الزبائن ليفاجأ بقدوم شخص أنيق يستفسره عن مالك الورشة لأجل إصلاح سيارته، فتعامل معه الشاب كبقية الزبناء، حين أجابه بهدوء وبراءة بأن «المعلم» غير موجود لحظتها وبإمكانه الانتظار قليلا إلى أن يصل دوره. ولم يكن في حسبان الشاب هشام أن الشخص الواقف أمامه من «العيار الثقيل»، هذا الأخير الذي لم يستسغ جواب الشاب، ليشتعل غضبا قبل أن يأخذ في إمطار المعني بالأمر بوابل من الشتم والقذف والبصق، متوعدا إياه بإعادة تربيته وتأديبه على احترام الأسياد الأعلى منه شأنا ومالا، ما كان طبيعيا أن يثير استغراب الشاب حيال ردة فعل الرجل الغريب. وبعد دقائق قليلة حل رجلا أمن بزي مدني بالورشة، وطلبا من الشاب هشام مرافقتهما على متن سيارة خاصة نحو مخفر شرطة ميدلت من دون أية تهمة تذكر، وهنا ظهر الرجل صاحب السيارة، وتمت تحيته بحركات رسمية جعلت الشاب يدرك أنه في ظلمة بلعوم من دون قرار، قبل أن يجد نفسه في ضيافة نائب وكيل الملك الذي حاول تربيته على طريقته الخاصة، حسبما أكدته مصادر موقع «ميدلت أون لاين» خلال الساعات الأخيرة، والمؤكد أن فعل الرجل سيجد لا محالة لدى زملائه الكثير من الامتعاض وعدم القبول. وكان النائب البرلماني الاتحادي ورئيس الجهة سعيد شباعتو ، قد راسل عددا من المسؤولين حول تصرفات المسؤول القضائي ، وفي السياق ذاته، علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن فرع ميدلت للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عقد اجتماعا استثنائيا، مساء نفس اليوم، وقرر مكاتبة وزير العدل ووزير الداخلية والوكيل العام لدى استئنافية مكناس ووكيل الملك لدى ابتدائية ميدلت، على أساس أن يعقد اجتماعا ثانيا لإصدار بيان في الموضوع في أفق تحديد موعد لخوض وقفة احتجاجية أمام ابتدائية ميدلت للتعبير عن استنكار فضيحة ما جرى من انتهاك اعتقد المغاربة أنه ولى مع زمن سنوات الرصاص. وبينما دخلت اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الانسان على خط المتابعة، تصدرت سيرة المسؤول القضائي حديث الرأي العام والخاص.