قرأ أعضاء مجلس النواب وأعضاء الحكومة وضيوف رئيس مجلس النواب والمواطنين، الفاتحة على روح الشهيد شكري بلعيد، أحد رموز المعارضة اليسارية بالشقيقة تونس. قراءة الفاتحة جاءت بطلب من رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب أحمد الزيدي، الذي أخذ نقطة نظام، وطالب رئاسة مجلس النواب بالترحيم على الشهيد شكري بلعيد، الذي ذهب ضحية الاغتيال السياسي. ومعلوم أن الشهيد شكري بلعيد، أحد أبرز الوجوه اليسارية بالشقيقة تونس، قد تعرض لإطلاق أربع رصاصات غادرة وقاتلة، كانت موجهة بعناية من أجل قتله، مباشرة بعد خروجه من منزله. ويعتبر الشهيد من المدافعين عن الديمقراطية، وكان من أشد معارضي حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، كما عرف بدفاعه عن السلفيين وغيره في عهد العهد البائد، قبل أن تمتد إليه أيادي الغدر وترديه قتيلا. وقد خرج في جنازته لتشييع جثمانه التونسيون من مختلف الأعمار والفئات، كما كانت لتداعيات هذا الاغتيال السياسي وقع مباشر على الوضع هناك، حيث أعلن رئيس الحكومة حمادي جبالي، عن نيته في تشكيل حكومة كفاءات، حتى يمكن من خلالها الخروج من الأزمة التي تكاد تغصف بتونس، إلا أن حزب النهضة، الذي يعتبر رئيس الحكومة أحد قيادييه، تصدى إلى هذا القرار، ووجهت اتهامات سياسية مباشرة إلى حزب النهضة والسلفيين، باعتبارهما كانا وراء التحريض على اغتيال الشهيد شكري بلعيد، حيث ألمح رئيس الجمهورية للشهيد قبل اغتياله، أنه ضمن قائمة المطلوبين للاغتيال، وعرض عليه حراسته إلا أن بلعيد رفض هذا العرض.