عثرت مصالح الشرطة بأمن فاس، حوالي العاشرة صباحا من أول أمس الاثنين 28 يناير الجاري، على جثة رجل مشدودة إلى حبل معلق بسقف ممر بين غرف الطابق السفلي لمنزله الكائنة ب 92 بلوك «أ» حي الوفاق بمنطقة عين السمن، التابعة لمنطقة زواغة بنسودة. على إثر ذلك تم إخبار شرطة المداومة التي هرعت إلى عين المكان لمعاينة الحادث، والقيام بالإجراءات الأولية في هذا الشأن، وتم نقل جثة المنتحر إلى مستودع الأموات. وقد اهتزت المنطقة لهذا الحادث، واستغربت له الساكنة، خصوصا وأنه لم يمر على معاينتها للشخص قبل إقدامه على الانتحار إلا دقائق معدودة على تناوله لوجبة الفطور بإحدى المقاهي المجاورة لمقر سكناه، حيث تألم الجميع لموته المفاجئ، لاسيما وأنه كان ودودا وحنونا على الكبير والصغير ويتسم بالهدوء. وحسب المعطيات التي نتوفر عليها من بعض الجيران والأصدقاء، فإن الهالك المسمى قيد حياته محمد لحرش، والبالغ من العمر حوالي 60 سنة، كان في صراع دائم مع زوجته التي حررت أكثر من شكاية ضده وتتهمه في معظمها بالاعتداء عليها وعلى بناته خصوصا الصغيرة منهن، حيث وجهت له مؤخرا تهمة محاولة التحرش واغتصاب ابنتها الصغيرة. وتعود دوافع الشجار، يقول أحد الجيران (م.م)، الى «إن الموضوع مرتبط بامتناع الزوجة عن تمكين زوجها المنتحر من نصيب من الأموال المستخلصة من قيمة شقق منزله المكترى، والذي سجله باسم أولاده المتواجدين بالديار الإسبانية على خلفية الطلاق الذي لطالما ألحت عليه مع التنازل عن نصف ملكية البيت، مضيفا أن الصراع بلغ حدته أيام عيد مولد النبوي بعدما حاول منعها من العمل بسبب عودتها من الشغل «الحمَام» في وقت متأخر من الليل، وتتجاوز في بعض الأحيان الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، مما دفع به وقتها إلى إيقافها عند الباب ومنعها من دخول البيت، حيث نشب شجار بينهما تقدمت على إثره بشكاية إلى مصالح الدائرة الأمنية بالمنطقة تتهمه بالضرب والجرح، ثم غابت عن الأنظار ولم تظهر، حسب (م.م)، إلا وقت خروجها من المنزل صباح يوم الاثنين تطلب النجدة من الجيران على أساس أن زوجها لحرش لقي حتفه شنقا بحبل، دون أن تظهر على وجهها علامة الحزن، حسب قول المتحدث. كما لاحظ شباب المنطقة، بنت الهالك المتزوجة تصرخ وتخاطب أمها وأختها الصغيرة « اتهنيتوا اقتلتوه وارتحيتوا». وبعد زيارتنا لمكان الحادث، التقينا بهذه الأخيرة المسماة «مليكة لحرش « وسألناها عن الجهة التي وراء هذا المصاب ترددت في الكلام، ثم أجابت « أنا لا أتهم أحدا وإن الله فوق الكل وأن الحقيقة ستظهر قريبا لا محالة». وأوضح مصدر مطلع أن الشرطة العلمية انتقلت إلى مسرح الوفاة مباشرة بعد توصلها بنبأ »انتحار« الزوج واستمعت إلى أقوال شهود من السكان حول العلاقة المتوترة بين المتوفى وزوجته، في انتظار استكمال باقي إجراءات البحث وإحالة الملف على النيابة العامة، وتحديد السبب الحقيقي لوفاته. وما لا يستسيغه المترددون على المنزل، انتحار الضحية، في ممر ضيق دون الاستعانة بكرسي أو شيء يساعد الهالك للوقوف عليه لتنفيذ الانتحار وتثبيت الحبل في السقف. أسئلة وأخرى ستكشف عنها تحريات الشرطة وسيجيب عنها التقرير الطبي بعد تشريح الجثة. وقد استمعت الضابطة القضائية بفاس لزوجة الهالك في محضر قانوني، إثر أوامر صدرت عن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس بهدف تعميق البحث في ظروف وملابسات الوفاة.