تتواصل وتيرة التوتر والوعد والوعيد في علاقة أبرز حليفين في الإئتلاف الحكومي وهما: حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية. فبعد أسبوعين، على تقديم حميد شباط لمذكرة التعديل الحكومي إلى رئيس الحكومة، والتزم عبد الإله بنكيران الصمت وتجاهل الأزمة التي تحيط بحكومته، اختار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أشغال المجلس الوطني لجمعية مستشاري حزبه، ليستعين بقاموس من الكلمات توزعت نبراته ما بين التأثر الشديد بقوة الرجة التي تحوم بائتلافه الحكومي، وبين عدم استساغته لما سماه بالحملة التي يشنها حميد شباط على الحكومة منذ انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال. قاموس كلمات رئيس الحكومة الحزين، تميز في مضامين بما قاله، حيث لمح إلى أن الحرب التي يخوضها شباط لها خلفيات أكبر مما يعلن عنه في هذه الحرب، غير أنه في ذهن بنيكران، هناك فرق بين التشويش المفهوم والآخر غيرالمفهوم، حيث قال «عندما نقوم بالإصلاح يقع التشويش من كل مكان، لأن كل واحد له حساباته، والتشويش الذي نفهمه نواجهه في حينه. أما التشويش الذي لا نفهمه فنتريث حتى نفهمه لكي نواجهه». كما أن بنكيران لم يخف عدم استيعابه لتحركات حليفه في الائتلاف الحكومي ، وإدخاله ضمن تشويش غيرمفهوم. كما رفع بنكيران في وجه خصومه رسالة تخص الإرادة التي جاءت به على رأس الجهاز التنفيذي: «هناك إرادة الله، وإرادة الشعب وقرار جلالة الملك، وإذا قال لي جلالة الملك اذهب ، هل ستظنون أنني سأبقى»، يوضح بنكيران. وأنه «لن يخضع للضغط ولا للابتزاز وماخايفش..». في هذا السياق، استدل بنكيران للإجابة على ذلك، بمعادلته التي يذكر فيها بأن حكومته جاءت وقدمت خدمة كبيرة تتمثل في إنهاء الاحتجاجات وإخلاء الشارع والمؤسسات العمومية، معتبرا أن «هناك محاولة لتضبيب الصورة»، وذلك من خلال إثارة الجدل حول بعض الإجراءات التي اتخذتها حكومته من قبيل منع الأساتذة والأطباء من العمل في القطاع الخاص، ورفضه لمطالب المعطلين الجامعيين للشواهد العليا... من جهته، استغل حميد شباط، ترأسه للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول للنقابة الحرة للمالية، ليؤكد أنه لن يسمح بالمساس بالمكتسبات الاجتماعية، وأن مسلسل الإصلاحات في المغرب لا يمكن أن يضمن النجاح إلا في إطار شمولي وبمساهمة جميع القوى الحية، وخاصة الحركات النقابية، وفي مقدمة هذه الإصلاحات الشق الاقتصادي، موضحا أن تقوية مداخيل الدولة لا يتم بإثقال كاهل الموظفين والمأجورين بالاقتطاعات الضريبية، معتبرا أن هذا الحل، يعد بمثابة الحلول السهلة التي لا يلجأ إليها إلا الفاشلون في تدبير الشأن. في حين - يقول شباط - بلادنا، هي «في حاجة إلى أصحاب قرار يتحلون بالجرأة والشجاعة في البحث عن الحلول المبتكرة التي تعزز المكتسبات».