يقارب عدد المرافقين من الإداريين والجامعيين وذوي المهام الخاصة، عدد أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم في جنوب إفريقيا بلاعبيه وتقنييه وأطبائه وممرضيه. كم يكلف حضور كل هذا العدد، يوميا، كميزانية؟ إنها بكل تأكيد التكلفة الأعلى بالمقارنة مع باقي المنتخبات المشاركة. فرئيس الوفد، ولوحده مثلا، يمتص من أموال الجامعة أكثر من 5500 درهم كمصروف للجيب يوميا، أضف إلى ذلك متطلبات ومصاريف اللقاءات والاجتماعات والمشاورات مع ضيوف الكان، والتي يمثل فيها الجامعة المغربية، والزرود والولائم التي يحضرها كرئيس للوفد ويستضيف فيها (أصدقاء) الجامعة وأصدقاء المغرب. إنها بكل تأكيد ميزانية ضخمة لفريق يمثل كرتنا الوطنية ينعم بدوره بسخاء الجامعة ووزارتها الوصية. وعلى ذكر الوزارة، تابعنا كيف انتقل الوزير محمد أوزين بدوره لجنوب إفريقيا ، تاركا خلفه كل الملفات الرياضية عالقة في انتظار عودته. كم سيكلفنا مقام الوزير هناك في بلد نيلسون مانديلا؟ فبعملية حسابية بسيطة، وبعيدا عن مصاريف التنقلات والفسحات والكماليات وميزانيات عناصر رافقت المنتخب الوطني وتتكلف بمهام مرتبطة بالتتبع التقني والرقمي للمباريات، فاللاعبون الأربعة والعشرون والطاقم التقني والطبي والطاقم الإداري، يبتلعون يوميا كمصروف الجيب فقط ما يفوق العشرين مليون سنتيم .. هذا دون الحديث عن 300 مليون سنتيم لكل لاعب في حالة الظفر بالكأس. من يراقب ومن يحدد ويؤشر على النفقات والمصاريف؟ من يقرر في توزيع مال الشعب بهذا السخاء الكبير؟ سؤال نطرحه اليوم وأذاننا لا تزال تحمل رنين خطابات الوزير الأخيرة تحت قبة البرلمان، وكيف صرخ في الوجوه مدافعا عن قراراته بخصوص ترشيد النفقات وتقليص قيمة منح الجامعات الرياضية والحكامة و(ماعندنا ما نخبيو).. من يحاسب في نهاية هذه النهائيات والتي من المؤكد أن المنتخب المغربي سيبتلع خلالها المئات من الملايين ستتجاوز حتما مبلغ 600 مليون سنتيم مقابل مقام أصفر وأقصر في دورة الغابون وغينيا الماضية التي خرج فيها خالي الوفاض منذ الدور الأول. ملحوظة: ما سيصرف على منتخبنا ورجاله كمصروف للجيب في جنوب إفريقيا، وقيمة الحوافز المالية، يكفي رياضات أخرى لتأهيل وإعداد العشرات من الرياضيين لأكبر الملتقيات العالمية..