تبدأ زامبيا مهمة صعبة، لكنها غير مستحيلة، في حملة الدفاع عن لقبها التاريخي يومه الاثنين، عندما تلتقي في مبومبيلا مع إثيوبيا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة، ضمن نهائيات كأس الأمم الافريقية التاسعة والعشرين المقامة في جنوب افريقيا. ومن جهتها، تعود نيجيريا بعد غياب عن النسخة الماضية لتواجه بوركينا فاسو بحلة العمالقة، الذين حققوا خلال 50 عاما إنجازات كبيرة في العرس القاري لا يستطيع أحد انكارها عليهم، إذ توجوا باللقب ثلاث مرات (1963 و1982 و1994) وحلوا في مركز الوصيف 4 مرات وأحرزوا المركز الثالث 7 مرات، وهذه المرة بقيادة المدرب المحلي، ستيفن كيشي، الذي أحرز اللقب عندما كان لاعبا، ويبدو مصمما على تكرار السيناريو بصفته مدربا. ولن تضع زامبيا ومدربها الفرنسي هيرفيه رينار في حساباتهما من هذا اللقاء إلا النقاط الثلاث، وهذا أمر ممكن، خصوصا أن اثيوبيا أو منتخب «غزلان الواليا» أطال في غيبة استمرت 30 عاما. ويؤكد رينار، الذي قاد زامبيا إلى إنجاز تاريخي في غينيا الاستوائية والغابون عام 2012، أن «المباراة الأولى مع إثيوبيا مهمة جدا وحساسة جدا.. علينا أن نبدأ حملتنا بالفوز على غرار ما فعلنا عندما ءحرزنا اللقب». ويضيف «إذا فشلنا في المحافظة على اللقب، فهذا يعني أن هناك منتخبا أفضل منا، لكن أنا أرى أنه من الصعب أن يستطيع أحد الحاق الهزيمة بزامبيا الحالية». من جانبها، لا تملك إثيوبيا من المحترفين في أوروبا أو سواها إلا واحدا، هو لاعب الوسط والهداف صالح يوسف، الذي يدافع عن ألوان فريق الجالية السريانية العربية في السويد «سيريانسكا». وبدوره، يريد مدرب نيجيريا، ستيفن كيشي، أن يحذو حذو المصري محمود الجوهري الذي أحرز اللقب مرتين كلاعب وكمدرب، وأن يفتح المجد له أبوابه، بعد أن كان على الموعد لاعبا عام 1994، وصار قريبا منه مدربا في 2013. وكان الجوهري، الذي توفي في سبتمبر الماضي، نجح كلاعب عام 1959 وكمدرب عام 1998. ويحث لاعب وسط تشلسي الانكليزي جون أوبي ميكل مواطنه على صنع التاريخ وهو مدرب، «كيشي سبق أن أحرز اللقب كلاعب وأنا واثق من أنه سيصنع التاريخ وهو مدرب»، مسلحا بامتلاك المنتخب الحالي «مواهب فردية كبيرة وإذا ما استحضرنا جميع قدراتنا وعملنا على توظيفها في خدمة المنتخب كمجموعة نستطيع تحويل الحلم إلى حقيقة». ولا ترجح التوقعات كفة نيجيريا في الذهاب إلى آخر البطولة، خصوصا بعد فشلها في التأهل الى نهائيات النسخة السابقة قبل عام، لكن كيشي له رأي آخر، ويقول في هذا السياق «لدينا منتخب يملك قدرة هائلة سيفصح عنها بالشكل المطلوب». وتبقى بوركينا فاسو في قلب النسيان، حيث لم تستطع تخطي الدور الأول إلا مرة واحدة، عندما استضافت البطولة عام 1998 وحلت رابعة. ورغم وجود بعض اللاعبين المهمين مثل ألان تراوريه وموموني داغانو، إلا أن المدرب البلجيكي بول بوت يدرك تماما قدرة المنتخب ومداه البعيد من خلال محاولته النفخ فيه روح الحياة.