اكتفى الفريق الوطني المغربي بالتعادل السلبي في أولى مباراياته ضمن المجموعة الأولى أمام فريق أنغولا، وبذلك يكون رشيد الطاوسي قد فشل في إعطاء جرعة ثقة تبعد المغاربة عن دوامة الشك في قدرات الفريق الوطني المغربي لكرة القدم وإبعاد شبح العودة المبكرة عنه. فمن خلال التحليل التقني للمباراة يظهر بأن رشيد الطاوسي لم يستفد من أخطاء المباريات الإعدادية ضد كل من زامبيا، و نامبيا، وكأنها كانت مباريات للتسلية ليس إلا. فالناخب الوطني المغربي ارتكب أخطاء تاكتيكية قاتلة، عندما اعتمد على دفاع ثابت، أو دفاع المنطقة والمكون من (عدوة، بنعطية،الكوثري والشاكير)، الشيء الذي جعل كلا من المهاجمين الأنغوليين «مانوتشو» «وجيرالدو» ينصبان خيمتيهما أمام الحارس لمياغري ويناوران كيفما شاءا، دون الخوف من الوقوع في شراك التسلل، وهذا ما جعل مرمى الحارس لمياغري في حالة تهديد دائم، كما جعل الفوضى العددية للمدافعين المغاربة وسط مربع العمليات سببا في الكثير من الإرتباك، وأصبحت مصدر تهديد عوض أن تكون مصدر أمان. يضاف إلى الدفاع الثابت، وسط ميدان عقيم مكون من الأحمدي وهرماش،الشيء الذي جعل البناء الهجومي لايتم من الدفاع، لأنه لم يكن هناك أي تواصل بين الدفاعه ووسط الميدان، وبذلك فقد الفريق الوطني الفعالية في الهجوم الذي بقي معزولا ، خاصة الحمداوي وأمرابط الذين كانا يعتمدان فقط على التمريرات العرضية للاعب أسامة السعيدي الذي خلق الكثير من المتاعب للمدافع الأيسر لويكونيها. الإعتماد على السعيدي وحده، جعل كل محاولات الفريق الوطني في الدقائق العشرين الأولى تتم من جهة السعيدي، وهذا ماجعله يبذل مجهودا بدنيا كبيرا وصل حد الإنهاك، خاصة في ظل رطوبة بلغت 100 %. الشوط الثاني من المباراة، خاضه فريق أنغولا باندفاع كبير، وبالسرعة المطلوبة، نحو مرمى الحارس المياغري، والذي كاد خطأ منه أن يعطي هدف السبق لفريق أنغولا، الذي قرأ مدربه غوستافو فيرين المباراة بشكل جيد، جعله يغير المدافع لويكونيها وجيرالدو ويدفع بلاعبين، بحس هجومي، الشيء الذي جعل الفريق الوطني المغربي يعاني كثيرا مع الإيقاع السريع للمباراة الذي رفعه فريق أنغولا، بشكل مخالف تماما عن الشوط الأول، مع التركيز على التمريرات العرضية والعميقة، والتسديد من بعيد في أكثر من محاولة. في حين، بقي رشيد الطاوسي محتفظا بنفس نهجه التاكتيكي، المعتمد على الدفاع، خاصة وأن لاعبي الفريق الوطني المغربي، فقدوا الكثير من الطراوة البدنية، وهذه نقطة استفهام كبيرة لايمكن أن نجد لها من مبرر، لأن الفريق الوطني المغربي أقام منذ الرابع من الشهر الجاري بجوهانسبورك، وتأقلم مع الإرتفاع عن سطح البحر، والرطوبة. الإنهيار البدني بدا أثره واضحا على كل من الأحمدي، الكوثري، أمرابط وبرادة وهرماش، كما حد من تحركات السعيدي الذي لم يعد يناور كما كان في الشوط الأول. وعوض أن يعتمد رشيد الطاوسي على بدلاء قادرين على لعب دور المساند للهجوم، كبركديش، وقناص كحمد الله، ووسط ميدان فعال كيوسف القديوي، يغامر بيونس بلهندة الذي كان في راحة بعد الإصابة، ليعوض برادة، وعلى العربي لإراحة الحمداوي الذي أصبح بدون دور، ثم على بلغزواني. وقد ظهر جليا أن البدلاء لايتكلمون لغة واحدة، وأنهم بالغوا في لعبهم الفردي. والمباراة تسير نحو النهاية، كاد فريق انغولا يسجل هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع، ولينتهي اللقاء الذي كان يعتبره رشيد الطاوسي مفتاحا لفتح باب التأهل للدور الثاني بتعادل وضع الفريق الوطني المغربي في دوامة الشك. وقد كان الإنتصار سيكون مفتاحا خاصة وأن فريق جنوب إفريقيا البلد المنظم، تعادل في مباراة الإفتتاح مع فريق الرأس الأخضر، الفريق الذي يخوض النهائيات لأول مرة. الآن، وبعدما لم تتمكن الأسود من الزئير أمام الغزلان فأمام من ستزأر؟