{ ماذا تكتب الآن..؟ أكتب قراءة نقدية لمجموعة شعرية عمودية، لأحد المبدعين المغاربة الشباب،و الكتابة عن النصوص كما تعلم هي شغلي الشاغل و قدري المقدور. { إلى أي حد يسعفك هذا الفصل في الكتابة..وأي فصل من فصول السنة يلهمك أكثر..؟ أنا أكتب بوتيرة شبه منتظمة في كل الفصول، ولا أشعر بكبير فارق لتغير أحوال الطقس الجوية،إن للكتابة أحوال طقسها الخاصة.لكن في فصل الشتاء بشكل خاص تطيب الخلوة أكثر مع الكتابة.لعلها نوع من التدفئة الروحية و العقلية.إن فصل الشتاء هو فصل العمل و الاعتكاف..بما يتيح مجالا أنسب و أخصب للكتابة. أما (الإلهام) بشكل عام، كإشارة تحفيزية للكتابة،فياتي أثناء قراءتي للنصوص،او بعد قراءتها.و للكتابة النقدية،فيما أرى،إلهامها الخاص أيضا. { أي شعور يعتريك عندما تنهي نصك..؟ هو شعور بإنهاء مهمة،و أداء واجب،وارتياح بعد انزياح ثقل عن الكاهل.هو شعور بالتطهير و التحرير الذي أشار إليه أرسطو. لكن هذا الشعور لا يدوم إلا قليلا،إذ سرعان ما ينتصب في الطريق سؤال جديد،و عمل جديد.و هكذا دواليك..انها صخرة سيزيف متعبة و ممتعة في آن. { و أنت تكتب هل تستحضر المتلقي..؟ المتلقي عندي يحضر للوهلة الأولى.فأنا أولا أكتب عن نصوص و كتب.و ثانيا أكتب نقدا أدبيا هو بالضرورة،وسيط أو حكم بين الكاتب و المتلقي.بعبارة،أنا أكتب خطابا ديالوجيا لوجوسيا،لا خطابا منولوجيا إبداعيا.وإن كان النقد عندي ضربا من الإبداع.من هنا يمثل أمامي المتلقي باستمرار،كرقيب و حسيب. { هل تمارس نوعا من الرقابة على ذاتك و أنت تكتب..؟ أنا أقرأ النصوص و أكتب النقد.هذا شغلي و قدري كما أسلفت.و من المفروض أو المفترض بالنسبة لشخص منذور لهذا النوع من الكتابة،أن يبدأ بممارسة النقد الذاتي قبل أن يتفرغ لنقد غيره.و لهذا فالرقابة حاضرة عندي باستمرار.رقابة لغوية و فكرية و منهجية و أخلاقية.رقابة على الشاذة و الفاذة.و مع ذلك أقول،جل من لا يخطئ..و من الأخطاء نتعلم. { إلى أي حد تعتبر الكتابة مهمة في حياتك..؟ شخصيا ،لا يمكن لي بتاتا أن أتصور حياتي بلا قراءة و لا كتابة.إنها إذن حياة عدم.حياة يباب.إن الكتابة شرط وجود و وجوب بالنسبة إلي:. أنا أكتب،إذن أنا موجود. { الكتابة..ما تعريفك لها..؟ الكتابة نافذة إغاثة للكاتب،بقدر ما هي نافذة تواصل و تفاعل مع العالم و الناس و الحياة.الكتابة مقاومة للكآبة و جبروت الزمن،ودفاع عن إنسانية الإنسان.بعبارة هي مقاومة للقبح و النقصان،و سعي نحو الكمال و المثال. { إلى أي حد أنت راض عما كتبت..؟ لست راضيا تماما،و لست ساخطا تماما.انا في منزلة بين المنزلتين.الرضا التام سبيل إلى الغرور،و السخط التام سبيل إلى الضمور.و لكل شيء إذا ما تم نقصان. ومواصلتنا الكتابة باستمرار دليل على أننا في سباق لاهث مع أنفسنا و كتاباتنا لتجاوز النواقص و البياضات،و السعي نحو الجديد المفيد،نحو المأمول و المنشود.و الكتابة لا تعطيك بعضها،حتى تعطيها كلك. { عادة،هل تعيد قراءة ما كتبت قبل اتخاذك لقرار النشر..؟ طبعا،أعيد مراجعة ما كتبت قبل إطلاق سراحه للنشر.كثيرا ما أحذف و أضيف،بعد أن اتخذ مسافة مما كتبت.و ما يخطه الكاتب ليس مبرأ من الشوائب و الهنات.و بالمناسبة ،فأنا ما زلت أكتب بخط اليد و لم أقتحم بعد عالم الكتابة الإلكترونية. و هذا يسبب لي متاعب و مشاكل مع النشر..و اهتبل هذه الفرصة هنا لأرفع شكوى إلى الإخوة الأعزاء في القسم الثقافي لجريدة(الاتحاد الإشتراكي)،ذلك ان كثيرا من المقالات و القراء ات التي أبعثها للجريدة لا تجد طريقها إلى النشر..ربما لانها بخط اليد..فأرجو من الأعزاء أن تتسع لها صدورهم فأنا من قدماء محاربي هذه الجريدة.