الزمن: الساعة الثالثة بعد زوال أول أمس الثلاثاء, أبواب ملعب البشير مغلقة في وجه لاعبي فريق شباب المحمدية, الفريق يتوجه إلى ملحق الملعب ويجري حصته التدريبية فوق أرضية مليئة بالوحل. دقائق معدودة بعد ذلك: سيارات فارهة تفتح لها أبواب الملعب لتصطف أمام بوابة المنصة الشرفية. ينزل منها أشخاص ب(كوروش) وأرداف منتفخة, معظمهم من رجال الأعمال والعقار, ومسؤولين في القضاء وفي الأمن, يلجون الأرضية الجميلة لملعب البشير, وينطلقون في الركض والجري و في حركات تسخينية قبل خوض مباراة فيما بينهم.. يقف شاب في مقتبل العمر ببذلته الرياضية.. رغبته في ولوج الملعب للتدريب تصد وتمنع. من يتحمل مسؤولية مثل هذا المشهد؟ ملعب البشير البناية الرياضية الوحيدة التي تتوفر عليها المحمدية, خضع للإصلاح والترميم استجابة لضغط الرياضيين, وإدارته وضعت برنامجا محدد السطور لاستغلاله من طرف أندية المحمدية حفاظا عليه ولحماية صيانته من كثرةالاستعمال, وفريقا الشباب والاتحاد كانا أول من بادر إلى احترام البرنامج, فكيف يسمح لغيرهما باستعمال الملعب لل(قصارة) أو لتخفيف الوزن؟المشهد للإشارة يتكرر كل يوم. هي متاعب تنضاف إلى فرق المحمدية الغارقة في مشاكلها مع كل أشكال الخصاص والعوز. في هذا الباب, وفيما يخص فريق شباب المحمدية, فمحبوه يترقبون بشغف كبير الإعلان عن موعد توقيع اتفاقية شراكة واحتضان بين الفريق الفضالي وبين شركة «سامير»، والتي يتحدث البعض عن أنها أصبحت جاهزة للتوقيع، ولم يعد الأمر يتطلب سوى أيام معدودة لإخراجها للعلن. في هذا الوقت، تزداد أحوال فريق الشباب تأزما بعد فراغ صندوقه، وتكالب الديون على ذمته، بحيث أضحى الفريق عاجزا بشكل تام عن الالتزام بأبسط المتطلبات، ناهيك عن مستحقات اللاعبين الذين تعودوا اللعب (مجانا) وفي ظروف شبيهة بظروف فرق الأحياء والدوريات الرمضانية. وما زاد الأمر استفحالا، المخطط الذي جعل الفريق يعيش في عزلة قاسية بعيدا عن مدينته، وذلك على مستوى الاهتمام المفروض أن يتمتع به من طرف مسؤولي المدينة، فسلطات العمالة لا تولي لهذا الفريق أو غيره ما يلزم من اهتمام، وبدوره يسير المجلس البلدي على نفس المنوال، وطبعا تحدو كل المؤسسات الإقتصادية بالمدينة نفس الدرب ولا تولي الرياضة الفضالية أدنى اهتمام. إلى جانب كل ذلك، تخلى الأنصار والمحبون عن الفريق، تحت مبرر رفضهم لطريقة تسييره ومستوى مسيريه، في الوقت الذي كان مفروضا أن يستمر فيه حضور الجميع مهما اختلفت الآراء، في محيط فريق ليس في ملكية أي أحد. اليوم، تبرز شركة «سامير» كمنقذ محتمل لهذا المصير الغامض الذي يطوق فريق الشباب، لكن بأية طريقة ستتم عملية الإنقاذ؟ ومتى ستوقع وتفعل الاتفاقية؟ فالوقت لا يرحم، وفريق بحجم الشباب وبلاعبيه الشبان الذين يرسمون أفضل العروض في بطولة الهواة، لا يستحق بتاتا هذا التهميش. يذكر أن الفريق حقق خلال الدورة الأخيرة من بطولة الهواة انتصارا مقنعا على نهضة سطات بثلاثة أهداف لواحد، فوز يقوي آماله في التنافس على الصعود.