تمكن الدرك الملكي مساء السبت 12 يناير من اعتقال شخصين بدوار العظم بمنطقة الويدان بمراكش يتهمهما السكان بترصد الأطفال من ذوي سمات معينة ومحاولة اختطافهم. وجاء اعتقالهم بعد أن رصد السكان سيارة كانت منذ أيام تتردد على دواوير المنطقة على متنها رجل وامرأة مستهدفة بعض تلاميذ الابتدائيات عند الدخول إلى المدرسة أو لحظة مغادرتها . فتحرك السكان لمحاصرتهما وتسليمهما لعناصر الدرك الذين حضروا إلى عين المكان، وحجزوا ما بالسيارة المذكورة واقتادوا الموقوفين للاستماع لهما . ملابسات هذا الملف تعود حسب شهادات السكان إلى مدة تزيد عن عشرين يوما حيث تعرض الطفل ( عبد الله ع) الذي يتابع دراسته في المستوى السادس ابتدائي من دكان أبيه بدوار الجلود جماعة الويدان حوالي السابعة صباحا بعد أن طلب منه مختطفه إرشاده إلى أحد المنازل ليتم تخديره بواسطة منديل . وبعد ظهر نفس اليوم عثر عليه في حالة غيبوبة بدوار العظم، حيث تم نقله من قبل أحد المواطنين إلى بيت والده . خيم خوف كبير على نفوس آباء المنطقة جراء ما حدث للطفل عبد الله ، في ظل غياب أية معطيات تكشف هوية الفاعل و النية المقصودة من عملية الاختطاف . وفي يوم الخيس 10 يناير الجاري، شوهدت سيارة من نوع س4 تتردد على أبواب الابتدائيات متعقبة أثر بعض التلاميذ . ويتفحص راكباها ( رجل وامرأة ) في وجوههم . وحاولت اختطاف أختين من أم واحدة بعد إغرائهما بمبلغ 200 درهم لكل واحدة . وبعد أن حاصر التلاميذ السيارة بصراخهم تمكنت الطفلتان من الإفلات من قبضتهما . وتعرضت طفلة أخرى تدعى «خديجة ع» لنفس المحاولة من قبل نفس الشخصين اللذين كانا يستعملان ذات الأسلوب ، أي الإغراء بمبلغ مالي لمصاحبتهما. لكنها تفطنت لمقصدهما فأفلتت منهما . و في يوم السبت 12 يناير ظهرت ذات السيارة في الصباح وعلى متنها نفس الأشخاص الذين تعرف عليهما الأطفال بسهولة ، لكن ما لفت الانتباه لدى السكان هو أن السيارة غيرت ترقيمها ما بين الصباح و المساء ، حيث كانت تحمل رقم 33927 .أ.7 و في المساء من نفس اليوم تغير رقمها إلى 33928.أ.7 . وهو الأمر الذي عزز شكوكهم، فرصدوا تحركاتها المشبوهة وتأكد لهم أنها تتعقب أثر بعض الأطفال من صفات خاصة(زهريين )، وهو ما جعلهم يتهمون الموقوفين باستهداف الأطفال لاستعمالهم في الشعوذة . درجة الخوف التي اجتاحت نفوس الآباء بالمنطقة جعلت الكثير منهم يفكر في إيقاف تمدرس أبنائهم مخافة تعرضهم لمصير الاختطاف من قبل هذه العصابات التي أضحت تشكل شبحا مخيفا يرهب الأطفال والأسر معا . ويطالب السكان بتعزيز الحماية الأمنية لمحيط المدارس بمنطقة الويدان التي أصبحت تشكل مرتعا لنشاط عصابات مختصة في مختلف الممارسات الإجرامية من ترويج المخدرات، والاتجار فيها والسرقة والاغتصاب والاختطاف .