أجمعت كلمات المتدخلين في الجلسة الافتتاحية لاجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، المنعقد في ضيافة هيئة المحامين بالدارالبيضاء يومي الثلاثاء 8 والأربعاء 9 يناير 2013 ،على ثلاثة مواضيع مهمة تتمثل في هبوب رياح الربيع العربي وما خلفته من آثار على المواطنين في علاقتهم بالسلطة، والنضال من أجل استتباب سيادة حكم القانون، دور المحامين في ذلك، ومسلسل إصلاح منظومة العدالة. وكانت المداخلة الأولى للنقيب الممارس لهيئة المحامين بالدارالبيضاء الأستاذ عمر ودرا الذي قال في كلمته على: »أن علاج ما يعانيه ربيعنا العربي، موجود في سيادة حكم القانون.... وأن المحامين هم المدافعون عن تلك السيادة. وقد ظهر ذلك من خلال مسيرة اتحاد المحامين العرب .... ومن المؤكد أن المحامين مطالبون الآن بالحضور المستعجل في الربيع العربي لمواكبته والدفاع عن أهدافه، نيابة عن الحق والقانون وسيادتهما وضد الظلم وظلمته التي عانت منها الشعوب العربية، وأفسدت عليها استقلالها الذي ناضلت من أجله وضحت، دون أن تتمتع بمزاياه، نتيجة للاستبداد والفساد الاداري وتزوير الانتخابات، وغير ذلك من الآفات... «. في كلمة وزير العدل والحريات مصطفى الرميد أكد أن مسلسل اصلاح منظومة العدالة قد أشرف على نهايته، ولم يبق منه سوى لقاء هذا الأسبوع بأكادير والندوة الوطنية المزمع عقدها خلال شهر مارس المقبل الأستاذ سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب حالياً (نقيب المحامين بمصر) أشاد في بداية كلمته بالدور الإيجابي الذي قام به الأستاذ النقيب ابراهيم السملالي (محام مغربي من الدارالبيضاء ونقيب سابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب) خلال فترة توليه شؤون اتحاد المحامين العرب الكائن مقره بالقاهرة، وأعطى صورة عن واقع الحال في بلاد الفراعنة من خلال الصراع المحتدم حول السلطة بعدما حققه الشعب المصري من تغيير حقيقي في هرمية النظام، ومازال يناضل حتى لا يتم إجهاض هذا التغيير في بعض مراحله. واعتبر أن مسؤولية المحامين كبيرة اليوم، وخلال فترات الانتقال الديمقراطي خاصة وأنهم هم الموكول لهم الدفاع عن سيادة حكم القانون، وحماية حقوق وحريات الأفراد والجماعات. الأمين العام لاتحاد المحامين العرب (من لبنان) الأستاذ عمر زين ذكَّر بمسيرة هذه المؤسسة العربية التي مازالت صامدة رغم هبوب العديد من الرياح عليها لتجعلها تساير الأنظمة العربية لكنها أكدت أنها مستقلة وصامدة ومتمسكة بمبادئها. ودعا كافة المحامين إلى المزيد من الوحدة والصمود ضد التيارات التي تحاول أن تهمش المهنة وتضعفها، خاصة في فترة حرجة من انتقال المجتمعات العربية. الرئيس الحالي لجمعية هيئات المحامين بالمغرب (نقيب أكادير) الأستاذ وهبي قدم تحية للضيوف العرب والنقباء المغاربة الحاضرين وتمنى النجاح لهذه الدورة. وتجدر الإشارة إلى أن النقيب عبد اللطيف بوعشرين المنتهية ولايته مؤخراً، كان هو منسق هذه الفقرات، والذي نجح في الربط بين كل تدخل والذي يليه وأبرع في تقديم النقباء بفصاحته المعهودة، التي اشتاقت لها قاعات المحاكم. هذا وتتابع لقاءات اتحاد المحامين العرب بندوة حقوقية للأستاذ عمر زين، ومسابقة للمحامين المغاربة المتمرنين.