كشفت مصادر مقربة من الحكومة أن وزارة الشؤون العامة والحكامة التي يرأسها نجيب بوليف ستضطر إلى إعادة صياغة ملفات ترشيح جديدة لشغل منصبي مدير صندوق المقاصة ومدير مكتب تنمية التعاون، وذلك بسبب عدم استيفاء أي من المرشحين الذين تقدموا بطلبات ترشيحهم لهذين المنصبين الهامين للشروط التي وضعتها الوزارة . وأضافت مصادرنا أن حساسية صندوق المقاصة المقبل على إصلاحات هيكلية واسعة، والذي تراهن عليه حكومة بن كيران في إعادة بلورة سياسة الدعم العمومي وفي تصريف التدابير الجديدة التي تعتزم تطبيقها خلال الشهور القادمة..جعلت الوزير نجيب بوليف يرفع عاليا سقف الشروط المطلوبة للجلوس على المقعد الذي كان يشغله حتى الآن نجيب بنعمور المشهود له بالكفاءة والتجربة التي راكمها في تدبير هذا الصندوق، حيث سيترك بعد إحالته على التقاعد فجوة مازال بوليف حائرا في اختيار من يملؤها. نفس المأزق واجهه منصب مدير مكتب تنمية التعاون الذي كان يشغله عبد القادر العلمي، العضو السابق في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وشقيق الوزير سعد العلمي، الذي سيضطر إلى مغادرته بعد استيفائه مدة التمديد الاستثنائي التي استمرت سنتين، حيث لم تفصل وزارة بوليف في أي من طلبات الترشيح التي تقدمت لشغل هذا المنصب بسبب عدم توفرها على الشروط المطلوبة.. وبينما قالت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن بوليف سيكون مضطرا للتنازل في قراره الجديد لفتح باب الترشيحات عن الشروط التي اعتبرها البعض «تعجيزية» و «لن تجد من يستوفيها»، تروج في كواليس الوزارة أخبار عن تحركات مشبوهة ل «تفصيل» هذه الشروط على مقاس مرشح بعينه سيعلن فائزا في وقت لاحق. وفي سعينا للتأكد من صحة هذه الأخبار، تعذر علينا الاتصال بوزير الشؤوون العامة والحكامة الذي ظل هاتفه مغلقا ظهيرة أمس. يذكر أن وزارة تحديث القطاعات العامة كانت قد أعلنت مطلع الأسبوع الجاري عن فتح باب الترشيح لمجموعة من المناصب العليا في سياق تفعيل مضامين الفصلين 49 و92 من الدستور، حيث ضمت اللائحة الجديدة التي تم تحيينها كلا من مدير المركز المغربي لإنعاش الصادرات الذي يشغله سعد بن عبد الله و مدير صندوق المقاصة الذي شغله منذ سنوات نجيب بنعمور، كما أعلن وزير السياحة لحسن حداد عن فتح باب الترشيح لمنصب مدير المكتب الوطني للسياحة الذي كان يشغله حميد عدو. ومن المقرر كذلك أن يترك عبد القادر العلمي مدير مكتب تنمية التعاون منصبه للمرشحين الجدد ..