قررت لجنة دعم الانتاج السينمائي الوطني خلال اجتماع دورتها الثالثة برسم سنة 2012 بالرباط يومي 11 و 12 دجنبر الحالي ، منح 16,6 مليون درهم كتسبيقات لفائدة أربعة مشاريع أفلام وذكرت اللجنة، في بلاغ لها، أنها قامت، خلال انعقادها تحت رئاسة ادريس بنعلي، بدراسة اثني عشر مشروع فيلم طويل ومشروع فيلم قصير، مرشحين للتسبيق على المداخيل قبل الإنتاج، كما شاهدت فيلما طويلا وفيلمين قصيرين مرشحين للتسبيق على المداخيل بعد الإنتاج. ومن بين مشاريع الأفلام التي حظيت بدعم اللجنة ، فيلم «فداء» الذي تقدمت به شركة « كينوشوك»، وقد كتب سيناريو هذا الفيلم الكاتب والصحافي عزيز الساطوري ، عضو هيئة تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي» وسيخرجة إدريس شويكة، وقررت اللجنة دعم هذا المشروع بمبلغ 4 ملايين درهم. وأضاف البلاغ ذاته أن اللجنة قررت بعد المداولة منح التسبيقات على مداخيل الانتاجات السينمائية ما قبل الإنتاج والمتمثلة في منح مبلغ 4,3 مليون درهم للفيلم الطويل «دموع إبليس» المقدم من طرف شركة «أونسا ميديا فيلم »، سيناريو وإخراج هشام الجباري ومبلغ أربعة ملايين ومائتا ألف درهم للفيلم الطويل «الوشاح الأحمر» المقدم من طرف شركة «مولتيميديا جوينين سيرفيسز»، إخراج محمد اليونسي وسيناريو محمد اليونسي وجيلالي فرحاتي، ومبلغ أربعة ملايين ومائة ألف درهم للفيلم الطويل «عايدة» المقدم من طرف شركة«،إنتاج كوم»، سيناريو عبد الإله الحمدوشي وإخراج إدريس المريني. وفيما يتعلق بدعم الانتاجات السينمائية بعد الإنتاج، قررت اللجنة، عدم منح أي دعم للمشاريع المقدمة. ومنحت اللجنة مساهمة مالية من أجل إعادة كتابة السيناريو لمشروع سينمائي واحد، ويتعلق الأمر بمنح مبلغ خمسين ألف درهم لمشروع الفيلم الطويل «عصا موسى» المقدم من طرف شركة « دعاء بروديكسيون» ، سيناريو وإخراج جهان البحار. وانعقد اجتماع اللجنة الذي ترأسه إدريس بنعلي بحضور السيدتين صباح بنداوود وفاطمة الإفريقي والسادة ادريس الطاهري ومحمد هشام الركراكي والتهامي حجاج ومحمد الوالي ومحمد بلفقيه وعبد الكريم برشيد وهشام السيابري وعبد الحق أفندي وطارق خلامي. فيلم « فداء» يتحدث عن مرحلة المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي ، وهذا ملخص الفيلم الذي أمدنا به الزميل عزيز الساطوري : تبدأ وقائع الفيلم في سنة 1952 . المغرب يعيش في ظل أجواء مشحونة بسبب الرفض الواسع للاستعمار. قيادات وأطر الحركة الوطنية يسعون بكل جهد إلى استقطاب الشباب لمنازلة المستعمر في الشارع في ظل هذه الأجواء، وفي درب غلف، الحي الشعبي بالدارالبيضاء، يعيش عبد الرحمن ربيع رفقة والدته لالة زهور، بعد أن تركتهما شقيقته مليكة لتعيش مع زوجها المعطي. يعمل عبد الرحمن كميكانيكي في ورشة يملكها فرنسي متعاطف مع الوطنيين المغاربة، شارل ديبوا، وبفضل مهارته وتفانيه في العمل يحظى عبد الرحمن بعطف مشغله وإعجاب شقيق هذا الأخير، المحامي كلود ديبوا، الذي لا يتردد في الدفاع عن الوطنيين كلما لجأوا إليه يقضي عبد الرحمن أوقات فراغه مع أصدقائه: مصطفى، النقابي المتحمس إلى حدود التطرف والحسين، الكورتي الغامض الذي ينشط سرا في صفوف المقاومة ورحال، المسالم الذي يعمل معه في الورشة ويشارك في المظاهرات ضد المستعمر لنيل رضى خاله الذي يعيش في كنفه ووالد خطيبته لكن ، ورغم هذه الأجواء المشحونة، إلا أن عبد الرحمن يرفض الانخراط في أي تحرك نضالي حتى لو تعلق الأمر بمظاهرة بسيطة لأن ذكرى مقتل والده امحمد بين يديه في انتفاضة الدارالبيضاء سنة 1947 ، التي عرفت بضربة ساليغان ، ما تزال حاضرة أمام عينيه ، كما أن والدته لالة زهور تعمل كل ما في وسعها لإبعاده عن هذا الطريق خشية أن يلقى نفس مصير والده رغم إلحاح أصدقائه وأبيه الروحي الحاج الفضيل، الخياط التقليدي الذي يرأس تنظيم الوطنيين في درب غلف، والذي رعى عبد الرحمن ووالدته وشقيقته بعد مقتل والد عبد الرحمن وفي الوقت الذي كان أصدقاءه وأقرانه منشغلون بما يجري من أحداث كان شغل عبد الرحمن هو أن يتمكن من تحقيق أمنيته وهي الزواج من صفية، الشابة الجميلة التي تقطن في نفس الدرب ويعمل والدها صالح كشاوش في الكوميسارية، ورغم أن لالة زهور لم تكن متحمسة لهذا الزواج إلا أنها ستقبل به حتى يبقى ابنها بعيدا عن المظاهرات والقلاقل التي تهز البلاد، وهكذا سيتم الزواج وتنتقل صفية لتعيش مع عبد الرحمن ولالة زهور، وعندما ستنفجر الدارالبيضاء مجددا في دجنبر 1952 وتعم المظاهرات مختلف الاحياء والمناطق سيشارك فيها الحاج الفضيل والوطنيين وجميع أصدقاء عبد الرحمن ، لكن هذا الأخير فضل البقاء في بيته متشبثا بالحياة الهادئة التي ينعم بها مع زوجته ووالدته، غير أن مقتل صديقه رحال في إحدى هذه المظاهرات قبل زواج هذا الأخير بأسبوع، واعتقال صديقه الآخر مصطفى والحاج الفضيل والتنكيل بالوطنيين والمتظاهرين، كل ذلك سيدفع عبد الرحمن إلى تغيير موقفه حيث سيشارك في حملة دعم المعتقلين وإغاثة الجرحى ثم في الأخير الالتحاق بالحركة الوطنية الذي سيجد أن من بين أعضائها الشبان من يرفض الاكتفاء بالنضال السياسي وعلى رأسهم محمد الزرقطوني، وسيزيد نفي محمد الخامس من حنق عبد الرحمن وسخطه وهكذا لم يتردد في الالتحاق بصفوف حركة المقاومة المسلحة بعد أن عرض عليه الزرقطوني ذلك بعزيمة كبيرة سيصبح عبد الرحمن من كبار المقاومين وأهم مساعدي الزرقطوني ، لكنه سيجد نفسه في منتصف الطريق أمام خيار صعب عندما سيكتشف أن صهره ووالد زوجته وجد ابنه القادم يتزعم أكبر شبكة للجواسيس في المنطقة ووراء إرسال عدد من الفدائيين إلى السجن أو الموت فماذا سيفعل عبد الرحمن ؟ وكيف سيتصرف مع صهره وجد طفله القادم؟ وكيف سيحمي المقاومة من هذا الجاسوس وشبكته؟ ثم كيف سيختار بين حبه لزوجته وواجبه اتجاه بلده؟ خيار صعب سيقلب حياة عبد الرحمن رأسا على عقب في مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب.