لايزال ملف نافورة الدرالبيضاء المتواجدة بساحة محمد الخامس، يثير العديد من التساؤلات وردود الفعل المتباينة مابين صوت المجتمع المدني بالدارالبيضاء الرافض لهدمها وصوت مجلس المدينة الذي يفسر قرار الهدم بنقل النافورة إلى الساحة المقابلة للمحكمة الابتدائية. وأمام هذا التجاذب لفك «لغز» هدم أو الحفاظ على النافورة في مكانها، تتضح نوايا أولويات مجلس المدينة التي يبدو أنها استقرت على نقلها، وبأن الأشغال ستنطلق خلال الأشهر الأولى من السنة القادمة، كما صرح بذلك رئيس مجلس المدينة ، يوم الخميس الماضي، في لقاء جمعه بطلبة مؤسسة HEM، الذي اعتبر أنه سيتم نقل نفس النافورة إلى الجهة المقابلة للمحكمة الابتدائية. في نفس السياق، مصادر قريبة من المهندسين المشرفين الفرنسي كريستيان دو بورتزامبارك ورشيد الأندلسي اللذين عهد إليهما بالهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والبناء لتثبيت ودعم هياكل البناء وإعادة تهيئة ساحة محمد الخامس والإضاءة ، وإنجاز المسرح على مساحة 24 ألف متر مربع..، أكدت لنا بأن المشروع يواجه اشكالا قانونيا يتعلق بالكيفية التي يجب أن يتعامل بها مع النباتات المتواجدة بالفيلا الكائنة خلف الوكالة الحضرية، التي ستتحول إلى المسرح الكبير، خصوصا أشجار النخيل المتواجدة بكثافة في المساحة التي سيقام عليها المشروع.. كما أن مكتب الهندسة المكلف بالمشروع المتواجد بالدارالبيضاء، لم يتوصل بعد بالدفتر التقني الخاص بمواد البناء التي ستستعمل في أساسات هذا المشروع ومرافقه المختلفة.. بدوره شارع عبد الرحمان الصحراوي، الذي يمر أمام الفيلا التي سينجز عليها المسرح، يبقى مهددا ب «الاعدام» ، علما بأنه يلعب دورا أساسيا ومحوريا في ضمان انسيابية عملية مرور السيارات والحافلات القادمة من شارع باريس والمتجهة إلى شوارع راشدي، ابراهيم الروداني أو الحسن الثاني .. منذ عقود! من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن بعض المسؤولين، الذين تطرقوا ، في الأيام الأخيرة لهذا الملف، أصبحوا ينطقون بتسمية جديدة للساحة التي توجد بها النافورة ، حيث تغيرت توصيفاتها وتسمياتها، فهناك من أصبح يسميها ب«الساحة الادارية» عوض اسمها الحقيقي «ساحة محمد الخامس» ، وذلك حتى يتم طمس معاني هذا الاسم وتعويضه باسم «بارد» وبدون معنى وهو الساحة الادارية ، ومن ثم تلافي أي احراج أو احتجاج قد يواجهون به، يقول متتبعون من فعاليات المجتمع المدني. ومع اقتراب « إطلاق رصاصة الرحمة» على النافورة ، ودعوات فعاليات جمعوية للاحتجاج أسبوعيا بساحة محمد الخامس من أجل التراجع على قرار هدمها ، فما الذي يمكن أن ننتظره من مجلس لا بوصلة له !..