شهد سد عبد الكريم الخطابي ببني بوعياش خلال الأيام الأخيرة, نفوق كميات كبيرة من الأسماك, خاصة على ضفاف جهة « أيت توزين «، وقد ظهرت أعداد كبيرة من أسماك « الشبوط « طافية فوق مياه السد، فيما البعض الآخر ملقى على أطراف السد ،وهذا ما يطرح علامة استفهام حول جودة وسلامة مياه سد عبد الكريم الخطابي الذي يعتبر المزود الرئيسي لمدينة الحسيمة بالماء الصالح للشرب. ويرجح , حسب مصادر بيئية, أن يكون سبب نفوق هذه الأسماك راجع إلى تلوث مياه السد نتيجة النفايات والحيوانات النافقة التي تحملها مياه واد النكور خصوصا أثناء هطول الأمطار, إضافة إلى نفايات سوق أربعاء تاوريرت الذي يعتبر بؤرة سوداء حيث يتحول واد النكور المجاور له مطرحا لمخلفات مجزرة السوق والكلاب النافقة وكذا النفايات التي يخلفها التجار والسكان بمركز الجماعة. هذا وقد تشكل الحفر المرحاضية بمركز جماعة النكور القريب من السد سببا ايضا في تلوت مياه هذا السد, حيث تشكل مثل هذه الحفر تهديدا للفرشات المائية, كما أن مياه الصرف الصحي التي تتراكم بهذه الحفر قد تتسرب الى مياه السد وتلوثها. وقد حلت مجموعة من المصالح الطبية والبيطرية المختصة بسد عبد الكريم الخطابي للوقوف على الوضع وأخذ عينات من الماء والأسماك التي رمى بها السد لإخضاعها للتحاليل اللازمة، والوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء نفوقها، وتحديد مدى خطورة التلوث وتأثيره على صحة المواطنين, خصوصا وأن الظاهرة ظهرت منذ التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة. وفي ذات السياق حلت سرية الدرك الملكي التابعة للنكور، وكذلك قسم البيئة التابع للدرك بالحسيمة والشرطة العلمية وبيئيين، قد حلوا بالسد لتجلي الأمر والوقوف على حقيقة هلاك الأسماك بالسد، وأضافت المصادر عن عزم ذات الجهات القيام بالتحاليل اللازمة لتحديد مصدر التلوث الذي أدى لنفوق الأسماك، خاصة وأن هذه الظاهرة بدأت بالظهور منذ التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة.