كشف العلماء عددا من الأسرار التشريحية حول الكائن الحي الذي يطلق عليه اسم الدودة الألفية متعددة الأرجل والتي تملك 750 قدما، والتي عثر على أول نموذج منها للمرة الأولى منذ ثمانين عاما، ولكن أعيد اكتشافها من جديد في كاليفورنيا.، فبالإضافة إلى العدد الضخم من أزاوج الأرجل التي يملكها هذا الكائن فإن الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه العلماء ، هو أنه يختلف عن الشائع بين الديدان متعددة الأرجل الأخرى في كونه يستطيع أن يحيا لملايين السنوات بخلاف الفصائل الجديدة الأخرى. الدراسة نشرت في مجلة «زوو كيز»، وقال الدكتور «باول ماريك» أستاذ علم التشريح من جامعة أريزونا وقائد فريق البحث الذي أعد الورقة البحثية :»إنه نوع من المخلوقات الأسطورية في عالم الديدان ألفية الأرجل.» و كان الدكتور «ماريك» وشقيقه قد اكتشفا في عام 2005 نوعا من المفصليات متعددة الأرجل الكامنة تحت الصخور بجبال كاليفورنيا، وحتى وقت اكتشافها لم تكن مخلوقات «إلاكم بلينبيز» قد سبق مشاهدتها منذ عام 1926. وقتها نشرت الورقة البحثية التي رصدت إعادة الاكتشاف ووصفت الصورة الحيوية الكاملة للمخلوق في مجلة الطبيعة «نيتشر»، ولكن البحث الجديد نظر إلى الصفة التشريحية للمخلوق بالكثير من التفاصيل الأخرى. وعلى الرغم من الإسم فإن معظم الديدان الألفية لاتصل أعداد أرجلها إلى الألف، ومعظم الفصائل التي تعود إلى نظام «بوليدزميدا» الشائع وهي الديدان الألفية الأكبر حجما لا يزيد عدد أقدامها عن 62. ولكن الدكتور «ماريك» أكد أن «إلاكم بلينبيز» تحمل معدلات قياسية بالنسبة للمخلوقات متعددة الأرجل، حيث تحمل الإناث أكثر من 750 قدما في حين يقل عدد أقدام الذكور إلى أكثر من 562 قدما. وقال الدكتور «ماريك» شارحا :»يبدو أن هذه الأرجل تساعدها في أسلوب حياتها تحت الأرض، فهي تعيش تحت الأرض على عمق يتراوح بين 10 و 15 سنتمترا من سطح التربة، وهو العمق الذي عثرنا عليهم فيه تحت التربة الصخرية، واعتمادا على وظيفية الشكل الخارجي للفصائل القريبة منه، فإن هذه الأرجل تساعده على الدخول إلى الجحر تحت الأرض والتعلق بالصخور الضخمة.» و يتراوح طول هذه الدودة الألفية، البيضاء اللون، ما بين سنتمتر واحد و ثلاثة سنتمترات.و هو يملك أمعاء لولبية و ليست له عيون لكنه يتوفر على شعيرات شديدة الحساسية تقوم مقام الحواس. وأكدت الاختبارات الأخيرة التي أجريت لهذا الكائن الحي أنه يمتلك بعض الملامح شديدة القدم. فمعظم الديدان الألفية تأكل أوراق الشجر وتدمر الغطاء النباتي بسبب أجزاء الطحن في أفواهها، ولكن العلماء اكتشفوا أنه لديه صفات تشريحية أكثر بدائية، لأن فكوكه متصلة برأسه، كما أن الدكتور «ماريك» يعتقد إنها بدائية وأنها تتعلق على النباتات والأنسجة الفطرية وتتغذى عليها. كما أن جسمه يبدو أكثر تشابها مع الديدان الألفية القديمة جدا عن الأنواع الأخرى الموجودة حديثا، ويؤكد الدكتور ماريك أنه منذ ملايين السنين كانت الكائنات الشبيهة ب «إلاكم بلينبيز» واسعة الانتشار، ولكنها الآن واحدة من الأعداد القليلة الباقية منها. ويقول شارحا :»إنها فصائل معمرة، كما أن أنسابها تعود إلى جنوب أفريقيا، ولا يوجد صلة لهذه الفصيلة في منطقة أمريكا الشمالية، كما أن صفاتها التشريحية تحتفظ بعدد من الخصائص البدائية.» ويمتلك هذا المخلوق أيضا عددا من الملامح غير المعتادة، مثل الجسد المغطى ببصيلات شعر تفرز الحرير،ويُعتقد أنه شديد الندرة، ويوجد فقط في منطقة صغيرة للغاية بالقرب من سان فرانسيسكو. ويقول الدكتور ماريك :»بناء على بحثنا يبدو أن هذا الكائن الحي يتواجد في ثلاث مواقع تبعد كل واحدة عن الأخرى 4.5 كم ، ويبدو أن العوامل الجغرافية والمدنية تؤثر عليه.» واعترف الدكتور «ماريك» أنه متحمس شخصيا للديدان الألفية، مؤكدا أن إعادة اكتشاف هذا الكائن الذي يحطم المعدلات القياسية هو خبرة مذهلة، ولكنها قد تكون مرعبة بالنسبة لشخص لم يكتشف بعد وجود كائنات متعددة الأرجل. عن «بي بي سي» البريطانية بتصرف