عاين الجمهور الذي تابع مباراة نهاية كأس العرش التي فاز بلقبها فريق الرجاء على حساب الجيش الملكي أول أمس الأحد بالرباط، سواء الجمهور الذي كان حاضرا في الملعب أو الذي فضل متابعة المباراة على شاشة التلفزة، كيف بدت ملامح الغضب الشديد على محيا الأمير مولاي رشيد الذي ترأس حفل مباراة النهاية. وحسب المعطيات المتوفرة، فغضبة الأمير كانت بسبب أخطاء تنظيمية مرتبطة بالبروتوكول، حيث تفاجأ الأمير وهو ينزل إلى أرضية الملعب بغياب عناصر الفريقين المفروض أن تكون حاضرة للسلام على الأمير، وكذا غياب طاقم التحكيم والمندوب. وظل الأمير ينتظر وصول الفريقين لمدة ناهزت ثماني دقائق تم خلالها عزف النشيد الوطني وأرضية الملعب فارغة من لاعبي الفريقين باستثناء طاقميهما الإداريين. وشوهد رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري وهو في حالة ارتباك قصوى، خاصة بعدما التفت باحثا عن أعضاء مكتبه الجامعي ولم يجد أي أحد منهم. وتواصل مسلسل الأخطاء التنظيمية المرتبطة بالبروتوكول عندما اتجه الأمير لتحية عناصر الفريقين، حيث اضطر شخصيا إلى مطالبة عميدي الفريقين بالتقدم والتموقع إلى يساره لتقديم اللاعبين، في الوقت الذي اختفى فيه الأعضاء الجامعيون المكلفون بالتنظيم، وشوهدوا وهم يهرولون ويتسابقون لاحتلال المقاعد الأمامية في المنصة الشرفية. وأشارت مصادرنا الى أن اللجنة المنظمة سقطت في عدة أخطاء انطلقت عندما قام كريم عالم ومحمد حوران المسؤولان عن التنظيم، بإبلاغ الفريقين بخبر تأجيل انطلاق المباراة لعشرين دقيقة عن موعدها الأصلي، ما اعتبره الفريقان قرارا ارتجاليا وفوضويا، خاصة عندما تدخل كريم عالم العضو الجامعي طالبا من الفريقين إنهاء التسخينات التي لم تكن قد انطلقت إلا في وقت قصير، والعودة بسرعة للمستودعات ليدخل لاعبو الرجاء في تلاسنات مع المسؤول الجامعي بسبب تدخله المتعالي وطريقة تعامله التي وصفها البعض بمثل الأوامر السلطوية. مسلسل الارتجال وسوء التنظيم تواصل والمباراة عرفت انطلاقتها، حيث نشب خلاف بين الأعضاء الجامعيين وبين إداريي فريق الرجاء الذين لم يستسيغوا قيام الأعضاء الجامعيين باحتلال أماكنهم في المنصة الشرفية كما كان متفقا عليه في الاجتماع التقني الذي سبق المباراة. وحدث كل ذلك والأمير مولاي رشيد حاضر في المنصة، ولولا تعقل البعض لتطور الخلاف إلى ما هو أخطر. نفس ملامح الغضب كانت بادية في نفس الوقت على محيا محمد أوزين وزير الشباب والرياضة، الذي شوهد وهو يتحدث بنبرة حادة مع علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة، مستفسرا عن حدوث كل تلك الهفوات التنظيمية. ما حدث من أخطاء تنظيمية يعد جزء من النقط السلبية العديدة التي صاحبت طقوس المباراة النهائية, والتي تسبب في حدوثها الاستهتار بالمسؤولية لدى المشرفين على التنظيم, وغياب التنسيق والارتجالية في اتخاذ القرارات, واستحواذ أشخاص من المكتب الجامعي على كل المهام وتغييبهم لباقي الأعضاء, الذين فضل مجموعة منهم التغيب وعدم الحضور إلى الملعب. ويرتقب جدا أن تشهد الأيام القليلة القادمة, تطورات في هذا الموضوع, إذ يتحدث البعض عن أن غضبة الأمير لن تمر بسلام وستكون لها تداعيات, وممكن جدا أن تصدر بعض القرارات الزجرية وعقوبات تأديبية في حق المسؤولين عن ارتكاب تلك الأخطاء.