خلف نصف نهائي كأس العرش، الذي جرى بعد زوال الثلاثاء بكل من البيضاء والرباط، العديد من ردود الفعل القوية، خاصة مشروعية أهداف الرجاء في شباك غريمه الوداد، إذ تم اعتبار ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم التيازي، لم تكن مستقيمة ومنحت امتياز التعادل للرجاء، و هو التعادل الذي ساهم في إنعاش الأنفاس وأربك حسابات الفريق الأحمر الذي كان وقتها قد وضع القدم الأولى في النهاية، بعد أن قدم عرضا جيدا، وكان حضوره فاعلا على امتداد عمر المباراة. الوداد، أيضا، سجلت تحفظها من الهدف الثاني الذي لم يعلن فيه الحكم المساعد عن حالة تسلل، اعتبرها مناصرو الفريق الأحمر تسللا واضحا. بالطبع، هي أخطاء واردة، لكن مناصري الوداد، كانوا مقتنعين بأن فريقهم سجل أداء أحسن من فريق الرجاء الذي لم يكن في مستوى الموعد، مسجلا أداء ناقصا سواء على مستوى الفعالية أو على مستوى التغطية الدفاعية، إضافة إلى الارتباك الذي ميز الأداء العام. إذ كان امحمد فاخر خارج زمن المباراة ولم يقدم خريطة طريقة واضحة للعناصر الرجاوية التي لم تتحرك إلا وعين الحكم على صافرة النهاية. الوداد كان مقتنعا أداء وحضورا ونهجا، لكن ارتكب هو الآخر مجموعة من الأخطاء الفردية، وفي مقدمة هذه الأخطاء الخروج الخاطئ للحارس لمياغري الذي كثرت زلاته الكروية في المدة الأخيرة، بالرغم من أنه سجل مجموعة من النقط الإيجابية في هذا النزال - الديربي. لكن التفاصيل في النهاية هي التي تتحكم في التقييم العام، وبذلك يكون الوداد أكبر الخاسرين بالرغم من أن عناصره قدمت أداء جيدا. من ردود الفعل القوية، التي خلفتها مبارتا نصف النهاية تلك الخرجات الإعلامية غير المحسوبة التي أقدم عليها رشيد الطاوسي. فقبل نهاية المباراة (أي أثناء تنفيذ ضربات الجزاء) التقطت الكاميرا مدرب الفريق العسكري يخطو نحو مستودع الملابس، في صورة غير مستقيمة مع الاحترام والأعراف الرياضية، وخروجا عن اللياقة التي تفرضها مثل هذه المباراة ذات الرمزية الخاصة. وبعد أن وقع الجيش الملكي هدف التأهيل، عاد رشيد الطاوسي في صورة كاريكاتورية وهو يلوح بيديه للجمهور. رشيد الطاوسي، خصوصا، يجب أن ينتبه إلى مثل هذه الأخطاء الإملائية في تقديم صورة على نفسه وعلى الأطر المغربية التي دخلت زمنا آخر من أبرز عناوينه الاعتراف بالكفاءة. رشيد الطاوسي على نفس هذه الانزلاقات، أظهر نوعا من التعالي وهو يتحدث عن مدرب الجمعية السلاوية أوشلا، وهو المدرب الذي قدم عرضا تكتيكيا محمودا، وجعل فريقه يمنح أداء تقنيا محترما. وكان قريبا من التأهيل ويستحق التنويه، لا لغة التقييم والتعالي. للسيد الطاوسي، الذي نكن له كل التقدير، نقول إن البساطة والبقاء واقفا على الأرجل من أجمل الصور التي يمكن أن يقدمها لعيون المتتبعين والمهتمين...أما غير ذلك فهي فقط شطحات ليس إلا.